في خطوة تعكس عودة الحياة الاقتصادية إلى الموانئ السورية، استأنفت شركات النقل البحري رحلاتها بين ميناء مرسين التركي وميناء طرطوس السوري، وذلك بعد توقف دام أكثر من عشر سنوات.
ووصلت أول باخرة تابعة للشركة إلى مرفأ طرطوس فجر أمس عند الساعة الواحدة صباحًا، إيذانًا بعودة هذا الخط الحيوي الذي يعد حلقة مهمة في ربط الاقتصادين السوري والتركي، إضافة إلى دوره في تسهيل حركة التصدير والاستيراد مع دول الجوار والأسواق العالمية.
وأكد مجلس محافظة طرطوس أن هذه العودة تمثل دفعة قوية لحركة التجارة والاستيراد والتصدير في المحافظة، مشيدًا بالجهود المبذولة من الجهات المعنية لإعادة تفعيل المرفأ وتسهيل عمليات الدخول والمغادرة للسفن التجارية.
وأكد محمود رستم، وكيل شركة الدولفين العامة في سوريا، في حديث لمنصة سوريا ٢٤، أن الشركة تعمل على توفير خدمات شحن شاملة ومنوعة بين البلدين، وتغطي مجموعة واسعة من البضائع والمركبات.
وقال رستم: “نحن نعمل على الخط الملاحي بين مدينة مرسين التركية وميناء طرطوس في سوريا، ونوفر خدمات شحن ونقل متنوعة لكل أنواع البضائع والمركبات”.
وتابع: “نقوم بنقل الشاحنات المحملة بأنواع مختلفة من البضائع مثل الألبسة، والأجهزة الكهربائية مثل البرادات، والحديد، والمعدات الصناعية والتجارية، والتركسات، والجرارات الزراعية، وأي معدات صناعية أو ماكينات تستخدم في المصانع ومعامل الإنتاج”.
وتقدم الشركة أيضًا خدمة نقل السيارات الخاصة، حيث يمكن للمواطنين الراغبين في نقل سياراتهم من تركيا إلى سوريا لأسباب سياحية أو شخصية، سواء كانوا قادمين من تركيا أو أوروبا أو أي مكان آخر، نقل السيارة مع السائق، بحيث يقضي الشخص فترة إجازته في سوريا تتراوح بين أسبوع وثلاثة أسابيع، ثم يعود إلى تركيا على نفس الباخرة.
وأشار رستم إلى أن للشركة دورًا كبيرًا في تصدير المنتجات الزراعية، خاصة الفواكه والخضروات الموسمية والمنتجات التي تحتاج إلى التبريد، موضحًا أن هذه المواد يتم استيرادها من تركيا وتوزيعها لاحقًا إلى دول أوروبا وروسيا وغيرها من الأسواق العالمية.
كما تقدم الشركة خدمات ترانزيت عبر سوريا، حيث يمكن استخدام الموانئ السورية كنقطة عبور لشحنات تتجه إلى لبنان أو الأردن، مما يجعل هذه العمليات أكثر سهولة وسرعة، وأقل تكلفة من الناحية اللوجستية.
وأوضح أن الشركة حددت جدولًا أسبوعيًا ثابتًا يتضمن ثلاث رحلات ذهاب وإياب بين تركيا وسوريا كل أسبوع، بهدف ضمان دقة التسليم وسرعة التوصيل للبضائع والمسافرين على حد سواء.
وبخصوص شحن مواد البناء، أفاد رستم أن هناك طلبات كبيرة من قبل العملاء لاستيراد هذه المواد من تركيا وقبرص، وخاصة من تركيا، مشيرًا إلى أن الشركة تقوم بنقل كل ما يتعلق بالبناء من الأسس حتى الإكسسوارات الداخلية، وكل ما يحتاج إليه البناؤون والمقاولون.
وتمثل عودة شركات النقل البحري إلى العمل من جديد بين مرسين وطرطوس خطوة اقتصادية مهمة، تفتح آفاقًا جديدة أمام المستوردين والمصدرين السوريين والأتراك، وتعزز موقع سوريا كمركز لوجستي استراتيجي في المنطقة.