تستضيف العاصمة الأمريكية واشنطن، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً مهماً لمجموعة العمل التركية – الأمريكية الخاصة بسوريا.
ومن المقرر أن يلتقي نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز مع نظيره الأمريكي كريستوفر لاندو، برئاسة مشتركة، وذلك في إطار تنسيق الجهود المشتركة بين البلدين تجاه الملف السوري.
ويأتي هذا الاجتماع، حسب وكالة “الأناضول” في ظروف إقليمية ودولية دقيقة، ويتوقع أن يناقش جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك أولويات كل من تركيا والولايات المتحدة في السياسة تجاه سوريا، وسبل تعزيز التعاون الأمني والاستراتيجي لتحقيق الاستقرار في البلد العربي الذي أنهكته الحرب منذ أكثر من عقد.
ومن أبرز البنود على جدول الأعمال، ملف مكافحة تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي لا تزال تمثل تهديداً قائماً للمنطقة والعالم.
ومن المنتظر أن يقدم الجانب التركي خلال الاجتماع عرضاً للجهود الإقليمية التي قادتها أنقرة مؤخراً، إلى جانب الدعم اللوجستي والميداني الذي قدّمته للحكومة السورية الحالية في مواجهة التنظيمات المتطرفة.
كما سيتناول الاجتماع موضوع المعسكرات الموجودة في شمال شرق سوريا، وخاصة تلك التي تُستخدم كقواعد لفصائل مسلحة أو مواقع تمركز لقوات أجنبية، بالإضافة إلى استعراض الولايات المتحدة خططها لإعادة تنظيم وجود قواتها العسكرية في الأراضي السورية، في ظل التغيرات السياسية والتحركات الدبلوماسية الأخيرة.
ويكتسب الاجتماع أهمية خاصة بعد اللقاء بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأمريكي دونالد ترمب على هامش القمة الخليجية الأمريكية في السعودية، والذي أعقبه إعلان ترامب عن نيته رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.
وفي هذا السياق، يتوقع أن يكون ملف رفع الحظر الاقتصادي عن دمشق حاضراً بقوة في النقاشات، إلى جانب مناقشة الجدول الزمني والخطوات العملية التي يمكن أن تتخذها الإدارة الأمريكية في هذا الاتجاه، وما إذا كانت هناك أي شروط مسبقة تُربط بهذه الخطوة.
وعلى الصعيد التركي، من المنتظر أن يؤكد نوح يلماز خلال كلمته في الاجتماع على أهمية التنسيق متعدد الأبعاد بين تركيا والولايات المتحدة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، بهدف ضمان استقرار سوريا ووحدة أراضيها، مشيراً إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية بعيداً عن النفوذات الإقليمية السلبية.
ويمثل هذا الاجتماع يمثل فرصة ذهبية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين تركيا والولايات المتحدة في الملف السوري، خصوصاً في ظل التغيرات الجيوسياسية السريعة التي تشهدها المنطقة، وعودة بعض الدول العربية والغربية لتحسين العلاقات مع الحكومة السورية الحالية، مما يفتح آفاقاً جديدة أمام إعادة إعمار سوريا وتطبيع الأوضاع فيها.