قدسيا: اختناقات مرورية ومشاكل خدمية… ووعود بإيجاد حلول

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

اشتكى عدد من سكان ضاحية قدسيا في العاصمة دمشق من نقص واضح في الخدمات الأساسية، لا سيما في مجالات المياه، الكهرباء، والنظافة، وسط تفاقم الأعباء المعيشية وازدياد الكثافة السكانية.

مشاكل المياه والكهرباء… واللجوء للحوالات

كمال الخالدي، مهجر من زملكا ومقيم في قدسيا، أشار في حديثه لمنصة سوريا 24 إلى أن المياه تنقطع لأيام، وعندما تتوفر يكون ضغطها ضعيفًا، فلا تصل إلى الطوابق العليا. وقال: “الوضع أفضل من السابق، لكن نأمل أن يتحسن بشكل أكبر، خاصة فيما يتعلق بملفَي المياه والكهرباء”.
من جهته، أبو أحمد، وهو مهجر من دير الزور، عبّر عن معاناة كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة في الضاحية، على الرغم من تحسن ملحوظ في خدمة الكهرباء، لكن مع ظهور مشكلة مياه الشرب. وأوضح لمنصة سوريا 24: “تكلفة الاشتراك في مولدات الأمبير تصل إلى 400 ألف ليرة أسبوعيًا، بينما تتراوح إيجارات المنازل بين 800 ألف إلى مليون ليرة، ما يشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على الأسر”.

وأشار إلى أن دخله الشهري من عمله كسائق “تكسي” لا يكفي لتغطية احتياجات عائلته اليومية سوى لعدة أيام، وأنه يعتمد بشكل أساسي على الحوالات المالية من أقاربه في الخارج لتأمين ضروريات الحياة.

جهود معالجة مشكلة المرور وتضييق الشوارع

كما اشتكى عدد من المواطنين من الازدحام المروري اليومي في شوارع قدسيا، خصوصًا عند التقاطعات والأسواق الرئيسية، حيث تُسجّل اختناقات مرورية متكررة نتيجة ضيق الشوارع وغياب حلول تنظيمية فعالة.
في هذا السياق، قال بلال عميري، من إدارة منطقة قدسيا، لمنصة سوريا 24: “بدأنا بإزالة البسطات والأكشاك العشوائية التي كانت تعيق حركة المرور، كما أُعيد نشر عناصر شرطة المرور، ما أدى إلى تحسن ملحوظ في انسيابية الحركة”.
وأوضح أن قدسيا تضم ثلاث طرق رئيسية بحسب المخطط التنظيمي القديم، إلا أن واحدًا منها فقط تم تنفيذه، مضيفًا: “سوء التخطيط العمراني القديم، حيث فُضّلت المساحات الخضراء والأبنية على حساب شبكة الطرق، ساهم في تفاقم أزمة الازدحام”.

شبكة مياه متهالكة وتحسن تدريجي في الكهرباء

أما بخصوص المياه، فأوضح عميري أن المدينة تعاني من توزيع غير عادل للمياه، خاصة في الأحياء المرتفعة، بسبب تهالك الشبكة القديمة والتعديات عليها، وقال: “الحلول المتاحة حاليًا هي إجراءات مؤقتة، مثل إزالة التعديات وزيادة ساعات الضخ في المناطق المتضررة”.
فيما يتعلق بالكهرباء، أشار عميري إلى أن الشبكات الموجودة لا تتحمل الضغط الكهربائي بسبب قدمها واعتمادها على كوابل من الألمنيوم بدل النحاس، ما يقلل كفاءتها، وأضاف: “رغم ذلك، فإن الواقع الكهربائي تحسن بنسبة تقارب 50% مقارنة بالفترات السابقة، ونأمل بالمزيد مع إعادة تأهيل الشبكة”.

تحديات في ملف النظافة ومديرية جديدة للمتابعة

من جانبه، تحدث أحمد العز، من إدارة منطقة قدسيا، عن ملف النظافة قائلًا: “نواجه تحديات كبيرة نتيجة ضعف الإمكانيات، لدينا 18 ضاغطة قمامة، 3 منها فقط قيد العمل، بينما 15 بحاجة لصيانة، وضاغطتان تم إخراجهما نهائيًا من الخدمة”.

وأضاف العز: “تم إنشاء مديرية نظافة خاصة في دمشق لمواكبة الطلب المتزايد، رغم الجهود المحدودة. هناك مشكلات متعلقة بعقود قديمة أبرمتها المحافظة في عهد النظام السابق، ويطالب المتعهدون المتأخرون بمستحقاتهم. نحن بصدد التعاقد قريبًا لتحسين الوضع تدريجيًا”.

ويؤكد عدد من السكان لمنصة سوريا 24 أن تراكم القمامة في بعض الأحياء، خاصة مع اقتراب فصل الصيف، يزيد من مخاوف السكان من انتشار الحشرات والأمراض.

تقع قدسيا على بعد 7 كيلومترات شمال غرب العاصمة دمشق، على السفوح الغربية لجبل قاسيون. تُعد مركزًا إداريًا لمنطقة قدسيا، وتضم ضاحية قدسيا الحديثة. شهدت المدينة توسعًا عمرانيًا كبيرًا بعد عام 2011، حيث ارتفع عدد سكانها من نحو 100 ألف نسمة إلى ما يقارب 500 ألف نسمة، مما أدى إلى ضغط هائل على البنية التحتية والخدمات العامة.

مقالات ذات صلة