الرقة: انقطاع شبكة الاتصال يدخل شهره الثالث

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

دخل انقطاع شبكة الاتصال السورية في مدينة الرقة شهره الثالث دون أي توضيحات رسمية من الجهات المعنية، ما أثار حالة من الاستياء والغضب بين السكان الذين وجدوا أنفسهم معزولين عن شبكات الاتصال الخليوي، مع تدني كبير في جودة خدمة الإنترنت المحلي، الأمر الذي انعكس سلباً على كافة الأنشطة التجارية والخدمية في المدينة.

آثار اقتصادية واجتماعية مباشرة

أدى انقطاع الشبكة إلى تعطيل واسع في الأعمال التجارية المرتبطة بالاتصالات، لا سيما في قطاعات بيع وصيانة الهواتف المحمولة، والنقل، والخدمات اللوجستية، وحتى التواصل الاجتماعي والعائلي.

يقول عبد القادر الشعيب (28 عاماً)، وهو صاحب محل لصيانة الجوالات في الرقة، في تصريح خاص لموقع سوريا 24، إن مئات المواطنين فقدوا أرقام هواتفهم بسبب الانقطاع، في ظل غياب مراكز مخصصة لإعادة تفعيل الخطوط، ما اضطر العديد منهم إلى السفر إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة السورية فقط من أجل استعادة خطوطهم.

وأضاف الشعيب أن بعض المحلات حاولت تفعيل الشبكة مؤقتاً عبر أجهزة خاصة لاستخدامها في العمل، لكنهم تلقوا إنذارات بالإغلاق وتمت مخالفتهم بمبالغ مالية، في خطوة زادت من الضغوط الاقتصادية عليهم، وحرمتهم من أدوات أساسية لممارسة نشاطهم التجاري.

غضب شعبي وتساؤلات مستمرة

الاستياء لم يقتصر على أصحاب المحال التجارية. ثامر العلي (44 عاماً) من سكان مدينة الرقة، تساءل عن الهدف الحقيقي وراء إيقاف الشبكة، قائلاً: “لو كان الهدف أمنياً كما يدّعي البعض، لأوقفوا شبكات الإنترنت أيضاً، لأنها تغطي مناطق أوسع وتُستخدم بكثافة، لكن الحقيقة أن الهدف مادي بحت”. وأكد أن حرمان السكان من الاتصالات ليس إلا وسيلة ضغط دون مراعاة لاحتياجات الناس.

أما عدنان المصطفى (38 عاماً)، الذي يعمل في توزيع المواد الغذائية بأرياف الرقة، فقد عبّر عن معاناته بعد أن فقد رقمه المرتبط بكافة تعاملاته التجارية. يقول: “أضعت هاتفي ومعه الرقم الذي أرتكز عليه في عملي. لا يمكنني استعادته إلا من خلال مراكز شركة سيريتل في مناطق الحكومة السورية، ما يعني أنني سأضطر للسفر إلى حلب فقط لأستعيد رقمي، وهذا يتطلب مالاً وجهداً ووقتاً لا أملكه”.

ويوضح المصطفى أن الاتصال الهاتفي هو ركيزة عمله الأساسية، حيث يتلقى طلبيات الزبائن عبر المكالمات الهاتفية، ما يجعل استمرار انقطاع الشبكة تهديداً مباشراً لمصدر رزقه.

غياب التصريحات الرسمية وسط مطالب بالحل

رغم كل هذه التداعيات، ترفض مديرية الاتصالات التابعة للإدارة الذاتية في الرقة تقديم أي تصريح حول سبب الانقطاع أو الموعد المتوقع لعودة الخدمة. وفي هذا السياق، أفاد مراسل سوريا 24 بأنه تواصل مع إعلامي مديرية الاتصالات عبر تطبيق “واتساب” للاستفسار عن الموضوع، لكنه أجابه قائلاً: “نحن لا نعطي أي تصريحات بهذا الخصوص، وقد حاول الكثير من الإعلاميين قبلك الحصول على تصريح وتم رفضهم جميعاً”.

هذا الصمت الرسمي زاد من حالة الغموض، ودفع المواطنين لإطلاق عشرات التساؤلات على وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات المحلية حول الجهة المسؤولة والهدف الحقيقي من توقيت هذا الانقطاع الطويل.

الجدير بالذكر أن خدمة الإنترنت المحلي المتوفرة حالياً من شركة “ارسيل” لا تغطي كافة مناطق الرقة، كما أن جودتها منخفضة ولا تفي بمتطلبات الاستخدام التجاري أو حتى الشخصي بشكل موثوق.

وكانت شبكة الاتصال السورية “سيريتل” هي الشبكة الوحيدة العاملة في مدينة الرقة وأجزاء واسعة من ريفها، وقد انقطعت بشكل كامل أيام سيطرة تنظيم داعش، ثم عادت إلى العمل بعد طرد التنظيم وسيطرة “قسد” على المنطقة، لتعود لاحقاً إلى التوقف مجدداً بعد “تحرير سوريا” وإسقاط نظام الأسد، دون توضيحات رسمية حتى الآن، ما زاد من تعقيد الوضع والضغط على السكان والأنشطة الاقتصادية.

مقالات ذات صلة