ضفاف الفرات في الرقة: غياب الاستثمار يترك المتنفس الوحيد بلا أمان

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تشهد ضفاف نهر الفرات في مدينة الرقة إقبالًا واسعًا من قبل الأهالي خلال فصل الصيف، خاصة في أيام العطل، إذ تُعد المتنفس الوحيد لأهالي المدينة الباحثين عن الترفيه والهروب من حرارة الطقس. وتتركز الكثافة الأكبر للزوار في المنطقة الواقعة بين الجسرين القديم والجديد، وتحديدًا في الجهة المقابلة للمدينة، لتميزها بشاطئ خالٍ من المستنقعات والقصب.

نهر بلا أمان: الخطر يهدد الزوار رغم الطبيعة الجاذبة

ورغم الأهمية التاريخية لنهر الفرات وعلاقته المتجذرة بمدينة الرقة، إلا أن النهر يفتقر إلى أي موقع سياحي مجهز بمقومات السلامة، باستثناء بعض المنشآت الخاصة. ويظل سرير النهر على حالته الطبيعية الوعرة، بما يحويه من منحدرات خطرة ومستقعات، مما يجعل التنزه على ضفافه محفوفًا بالمخاطر، لا سيما على الأطفال.

عبد الرزاق العمران، أحد سكان المدينة (55 عامًا)، أكد في تصريح لـ”سوريا 24″ أن زيارة النهر أصبحت جزءًا من الروتين اليومي لأهالي الرقة، خصوصًا في المساء، إلا أن القلق يرافقهم دومًا بسبب غياب وسائل الأمان، خصوصًا عند اصطحاب الأطفال.

تهميش متعمد وحسرة على فرص ضائعة

وانتقد العمران ما وصفه بـ”التهميش المتعمد” من قبل النظام السابق، معتبرًا أن عدم استثمار ضفاف النهر سياحيًا حرم المدينة من فرص تنموية مهمة، وقال: “لو كان هذا النهر في بلد آخر، لامتلأت ضفافه بالمنتجعات السياحية والأرصفة النهرية”.

بدوره، عبّر معاذ الراوي (45 عامًا) عن استيائه مما سماه سياسة الإقصاء السياحي تجاه الرقة، متهمًا النظام السوري السابق بتعمد تهميش الفرات، وأضاف: “مياه الفرات ليست للري والشرب فحسب، بل كان يجب أن تتحول ضفافه إلى وجهة سياحية”.

وشدد الراوي على ضرورة تأمين مساحات آمنة ولو بشكل بسيط لمرتادي النهر، مؤكدًا أن الإهمال تسبب في غرق المئات من أبناء المدينة، قائلًا: “لا يفارقني القلق أثناء وجودي على ضفة النهر، فالمكان يفتقر إلى أدنى مقومات السلامة”.

ويستمر أهالي الرقة في التوجه إلى النهر رغم المخاطر، في ظل غياب المشاريع التنموية التي قد تحول هذه البقعة الطبيعية إلى مساحة آمنة ومستقطبة للسياحة، بدلًا من أن تبقى مصدرًا للقلق والحزن.

مقالات ذات صلة