دمشق: محطة الحجاز تحتضن لافتات كفرنبل

Facebook
WhatsApp
Telegram

سوريا 24

في مشهدٍ يعجّ بالرمزية والانتصار لقيم الحرية والكرامة، افتُتح في العاصمة دمشق اليوم، وتحديداً في محطة الحجاز التاريخية، معرض لافتات كفرنبل الثورية، بعد أكثر من أربعة عشر عاماً من انطلاقتها في ريف إدلب.

عدسة منصة “سوريا 24” كانت حاضرة لتوثق لحظة طال انتظارها، إذ شهدت إحدى ساحات دمشق للمرة الأولى رفع اللافتات التي خطّها شباب كفرنبل بصدق مشاعرهم، وواجهوا بها كل أشكال القمع، لتغدو لاحقاً أيقونات الثورة السورية وذاكرتها البصرية.

التقت المنصة بزوار المعرض واستطلعت آراءهم، كما حاورت أحد الخطاطين الذين ساهموا في رسم هذه العبارات التي دوّت يوماً في العالم أجمع، حاملةً صوت الريف السوري الثائر إلى كافة المدن والساحات.

وصفت كندة الناصر، مديرة مركز الجسور للتدريب، المعرض بأنه “رمز كبير لقضية عظيمة”، وقالت لمنصة “سوريا 24” إن وجود لافتات كفرنبل في قلب دمشق يحمل دلالة واضحة على انتصار الثورة رغم كل الألم، معتبرةً أن المعرض يمثل لحظة فارقة: “نحن في منتصف العاصمة، بعد أن سقط النظام. نعم، نحن انتصرنا رغم أنف كل من أراد إخماد هذا الصوت. ارتفعت اللوحات مجددًا، وارتفعت معها رسومات تقول لا لكل أنواع الظلم، أياً كان مصدره”.

وتابعت الناصر: “لوحات كفرنبل حملت خطابًا وطنيًا جامعًا منذ اللحظة الأولى، وقدمت مفردات المواطنة والوحدة والحرية والكرامة بطريقة فريدة. هؤلاء الشبان الذين صمدوا في وجه آلة القمع، فقدوا أصدقاءهم في الطريق، لكنهم لم يتخلوا عن مبادئهم. تمنيتُ لو كان حمود، ورائد الفارس، وخالد رائد معنا اليوم، ليروا بأن النصر تحقق، وأن رسائلهم وصلت”.

أما الصحفي أحمد كامل، فقال في تصريح خاص لـ”سوريا 24″: “هذا أشبه بالحلم وقد أصبح حقيقة. كفرنبل هي الثورة، وهذه اللافتات ليست مجرد كلمات، بل هي يوميات الثورة التي كُتبت بصدق وأمانة. إنها ذاكرة السوريين كما عاشوها، بلا تزييف أو تجميل”.

بدوره، عبّر أحمد خليل جلال، ابن مدينة كفرنبل وأحد رسامي اللافتات، عن فخره بهذا اليوم، قائلاً: “سبق أن عُرضت هذه اللافتات في دول أوروبية وولايات أمريكية، لكن أن تُرفع اليوم في قلب دمشق، فهذا أكبر دليل على أن الثورة ما زالت حية، وأننا لم ننكسر. هذا اليوم بالنسبة لي هو يوم انتصار حقيقي لقيم الثورة، ويوم عظيم لن يُنسى”.

وأشار إلى أن ما عُرض في دمشق لا يمثل إلا جزءاً بسيطاً من أرشيف كفرنبل الضخم: “ما رأيتموه اليوم هو القليل من المئات، بل آلاف اللافتات التي حفظناها طيلة السنوات الماضية، ونحن مستعدون لعرض المزيد منها في كل مكان من سوريا الحرة”.

من جهته، أكد عزت الأحمد، من مدينة كفرنبل، أن أهمية المعرض تكمن في رمزية المكان والزمان: “وجود هذه اللافتات في قلب العاصمة هو بحد ذاته انتصار. بعد كل هذه المعاناة، يعود الأمل من جديد، وتُعرض هذه الرسائل للعالم كله، وأبرزها اللافتة التي كتبت قبل عشر سنوات وتحمل عبارة “سوريا لكل السوريين”، التي ما زالت حتى اليوم تمثل جوهر مطالبنا ورسالتنا الثابتة”.

في محطّة الحجاز، حيث كانت كلمات السلطة تُرفع لعقود دون منازع، رفعت كفرنبل لافتاتها الثورية من جديد، لتقول لكل السوريين إن الصوت الحر لا يُقمع، وإن الثورة التي انطلقت من الريف المهمل، ما زالت تنبض بالحياة، وتحلم بوطنٍ يتسع لجميع أبنائه.

مقالات ذات صلة