“نبصرُ معاً”.. حملة إنسانية لدعم طب العيون في سوريا بمبادرة من أطباء مغتربين

Facebook
WhatsApp
Telegram

أطلقت الجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS) حملتها الإنسانية الجديدة تحت عنوان “نبصرُ معاً”، في خطوة نوعية تهدف إلى دعم عدد من المشافي التعليمية الحكومية في سوريا بأجهزة طبية حديثة مخصصة لفحص العيون وجراحتها، وذلك بقيمة تجاوزت 250 ألف دولار، في محاولة لتجاوز التحديات التي تعاني منها أقسام العيون في هذه المشافي، نتيجة تهالك المعدات أو غيابها الكامل.

تقييم ميداني يكشف أعطالاً كبيرة في أقسام العيون

جاءت الحملة بعد تقييم ميداني شامل أجرته فرق SAMS في عدد من المشافي، كشف عن أعطال واسعة في الأجهزة الأساسية اللازمة لتقديم الرعاية العينية، ما جعل استمرارية الخدمات الطبية، خصوصاً في المشافي التعليمية التي تُعنى بتدريب الأطباء المقيمين، أمراً بالغ الصعوبة.

مشروع بشراكة بين SAMS ووزارة الصحة السورية

في تصريح خاص لمنصة سوريا 24، أوضح الطبيب أحمد المجاهد، اختصاصي طب العيون وأحد المشرفين على الحملة، أن المشروع يمثل شراكة إنسانية بين SAMS ووزارة الصحة السورية، ويستهدف تجهيز أقسام العيون في مشافٍ تعليمية كبرى بعدد من المحافظات، خصوصاً تلك التي تحتوي على أطباء مقيمين ومتدربين.

نقص المعدات يعوق العلاج وتدريب الأطباء

قال المجاهد: “عدد من هذه المشافي كان يفتقر لأبسط الأجهزة الضرورية، حتى تلك اللازمة لفحص العين أو إجراء عمليات شائعة كجراحة الماء البيضاء (الساد)، ما شكل عائقاً أمام تقديم الخدمة للمرضى، وحتى أمام تدريب الأطباء المقيمين.”

تبرعات أطباء مغتربين لدعم زملائهم داخل سوريا

ما يميز هذه الحملة أنها نتاج تبرعات شخصية من أطباء سوريين مغتربين في الولايات المتحدة، قرروا المساهمة في دعم وطنهم من خلال تمكين زملائهم داخل سوريا، والمشاركة في إعادة البصر لآلاف المرضى الذين يعجزون عن تحمّل تكاليف العلاج في القطاع الخاص.

البعد التعليمي للمشروع يعزز كفاءة التدريب

وأضاف الطبيب أن المشروع لا يقتصر على تقديم الخدمة الطبية المجانية أو شبه المجانية فحسب، بل يحمل أيضاً بُعداً تعليمياً مهماً، إذ تم تزويد المشافي بمعدات حديثة، مثل المجهر الجراحي المزود بعدسة مساعدة، تتيح للطبيب المشرف والمقيم معاً متابعة العملية بدقة، ما يخلق بيئة تدريب عملية داخل البلاد دون الحاجة للسفر أو الانتظار.

بداية المشروع من رمضان.. والأجهزة وصلت المشافي

وأشار المجاهد إلى أن فكرة المشروع بدأت خلال شهر رمضان الماضي، حيث أُطلقت حملة التبرعات بين أعضاء الجمعية من الأطباء السوريين المغتربين، ومع اكتمال التمويل، تم شراء الأجهزة وإرسالها إلى سوريا، وقد وصلت بالفعل وبدأت بالتركيب في المشافي المستهدفة.

خطة مستقبلية لتوسيع الدعم ونقل الخبرات

ونوّه إلى أن هذه الخطوة تمثل بداية لسلسلة دعم أوسع، مضيفاً: “نأمل أن تتبعها مراحل لاحقة تشمل تجهيزات أكثر تخصصاً، مثل أجهزة لفحص أمراض الشبكية والقرنية، إضافة إلى نقل الخبرات للأطباء المحليين من خلال ورشات العمل، والندوات العلمية، وزيارات ميدانية متكررة”.

مبادرة تواكب تدهور القطاع الطبي وتعيد الأمل

وتكتسب هذه المبادرات أهمية بالغة في ظل التدهور المستمر الذي يعانيه القطاع الصحي في سوريا نتيجة سنوات الحرب، وما خلفته من دمار للبنية التحتية، ونقص حاد في الكوادر والمعدات، خاصة في المشافي الحكومية. إذ تُسهم هذه المبادرات في إعادة تشغيل أقسام حيوية كانت شبه متوقفة، وتوفر بيئة تدريب حديثة للأطباء المقيمين باستخدام تجهيزات لم تكن متاحة سابقاً، مما يسهم في رفع كفاءة الكوادر وتحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، ويُثبت أن دعم القطاع الطبي لا يحتاج سوى إلى مبادرة صادقة يمكن أن تتحول إلى أثر ملموس ومستدام.

مقالات ذات صلة