تسبب توقف ضخ المياه في قناة الري البليخ، أكبر مشروع زراعي في محافظة الرقة، بحالة من القلق بين المزارعين، خاصة مع دخول موسم الزراعة الصيفية وارتفاع درجات الحرارة. ويخشى المزارعون من تلف مئات الهكتارات من الخضار والمحاصيل الصيفية، نتيجة هذا الانقطاع المفاجئ في وقت حساس.
قناة الري البليخ تغطي أكثر من 200 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، وتمتد على مسافة تزيد عن 160 كيلومترًا من مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي وصولًا إلى المناطق الشرقية من المحافظة. وتحتاج هذه القناة إلى ضخ 50 مترًا مكعبا من المياه لتلبية احتياجات الأراضي الزراعية المتصلة بها.
مزارعون: مشاريعنا الزراعية مهددة بالخسارة
في تصريح خاص لمنصة “سوريا 24″، قال المزارع جهاد البو حميد، البالغ من العمر خمسين عامًا من قرية رويان في ريف الرقة الشمالي، إن بستان الخضار الخاص به بدأ بالذبول وتساقط الأزهار نتيجة انقطاع مياه الري، مشيرًا إلى أن هذا التوقيت هو الأكثر أهمية لري المزروعات بعد ارتفاع درجات الحرارة. وأضاف: لدي هكتار من الخضار الصيفية قد يتلف تمامًا إذا لم تصلني مياه الري قريبًا.
البو حميد، الذي نزح سابقًا من بلدة خناصر في ريف حلب الجنوبي، أوضح أنه استثمر كل ما يملك في هذا المشروع الزراعي، حيث بلغت كلفته نحو 6000 دولار، معربا عن خشيته من خسائر كبيرة لا يمكن تعويضها في حال تلف المحصول. وانتقد سياسة الري المتبعة هذا العام واعتبرها غير مسؤولة، مشيرًا إلى أنه كان من المفترض إجراء أعمال الصيانة في فصل الشتاء وليس خلال فترة الحاجة القصوى لمياه الري.
توقيت الانقطاع يربك الخطة الزراعية
أما نجيب العلي، البالغ من العمر 34 عامًا من سكان قرية الرجم الأبيض، فقد عبّر عن استيائه من توقيت هذا الانقطاع الذي وصفه بأنه كارثي للمزارعين. وقال في حديثه لمنصة “سوريا 24”: مياه الري مقطوعة منذ عشرة أيام، والخضار تحتاج إلى الري كل يومين على الأقل، وإذا لم يتم سقيها خلال اليومين المقبلين فقد تتعرض للتلف الكامل.
وأضاف العلي أن مثل هذا الانقطاع لم يحدث سابقًا في فصل الصيف، مشيرًا إلى أن عمليات الصيانة كانت تجرى عادة خلال فصل الشتاء، ولم تكن تؤثر بهذا الشكل على الموسم الزراعي. واعتبر أن هذه السياسة تعكس جهلًا بحاجات المزارعين وعدم مبالاة بمعاناتهم، داعيًا إلى الإسراع في إعادة تشغيل القناة.
الجهات المعنية توضح سبب التوقف وتعد بالحل
من جهته، أوضح المسؤول عن الري في قرية تل السمن في تصريح خاص لمنصة “سوريا 24” أن انقطاع المياه جاء نتيجة تنفيذ أعمال صيانة لجسر مشاة في قرية اليمامة بريف الرقة الغربي، مشيرًا إلى أن أعمال الصيانة شارفت على الانتهاء، وسيتم إعادة ضخ المياه خلال اليومين القادمين.
وأضاف أن توقيت أعمال الصيانة اختير بناء على أن المحاصيل الشتوية لم تعد بحاجة إلى مياه، وأن المحاصيل الصيفية لا تدخل مرحلة الاحتياج الفعلي للري إلا مع بداية شهر حزيران، فيما يعرف بري الفاصل الصيفي الذي يمتد عادة خمسة عشر يومًا، مؤكدا أن كميات قليلة من المياه ما تزال تضخ لري الخضار وتغطية حاجة الشرب فقط.
ويأمل المزارعون في محافظة الرقة أن يتم تجاوز هذه الأزمة بسرعة، في ظل التحديات المناخية والاقتصادية التي تهدد الأمن الغذائي المحلي وتضعف الإنتاج الزراعي بشكل عام.
