فن ياباني في قلب الحسكة… زوزان تطوي الورق لتروي قصة نجاح

Facebook
WhatsApp
Telegram

سوريا 24

في عالم يعج بالألوان والفرشاة، اختارت الفنانة زوزان بطال أن تصنع فنها من أبسط الخامات: الورق.
من مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة، برز اسم زوزان كإحدى القلائل في المنطقة ممن جعلوا من فن الأوريغامي الياباني وسيلة للتعبير والتواصل، بل وأسلوب حياة. قصتها ليست فقط عن فن نادر، بل عن شغف تجاوز كل العقبات، وعزيمة صنعت من الطيات فناً ينطق بالمشاعر.

من التعليم إلى عالم الفن

زوزان، البالغة من العمر 42 عاماً، بدأت مشوارها المهني في المجال التربوي، إذ تخرجت في معهد إعداد المعلمين باختصاص رياضيات عام 2003، ثم تابعت دراسة تخصص الحاسوب لمدة عام في مدينة الحسكة. كما عملت مدربة في مجال دمج التكنولوجيا بالتعليم حتى عام 2016.

لكن الفن كان دائماً يسكن قلبها، حيث مارست الرسم لأكثر من 15 عاماً. ومع الوقت، اكتشفت شغفها الحقيقي في فن الأوريغامي الياباني، الذي اعتبرته مرآة روحها، وقالت: “هذا الفن يشبهني، بسيط في شكله، لكنه عميق في معناه.”

الأوريغامي… أكثر من فن

منذ طفولتها، كانت زوزان تحب اللعب بالورق، تلوينه، قصه، وصنع أشكال صغيرة منه، حتى وجدت في الأوريغامي وسيلة للتعبير الصامت عن مشاعرها. “كل قطعة ورق أطويها كأنها جزء مني، تتحرك بيدي وبخيالي ومشاعري في اللحظة ذاتها.”

وتضيف: “ما وجدت هذا الإحساس في أي نوع آخر من الفن. الأوريغامي ليس مجرد لوحة، بل تجربة عاطفية متكاملة.”

صعوبات الورق وشغف لا يُهزم

رغم حبها الكبير لهذا الفن، واجهت زوزان صعوبات كثيرة، خاصة في الحصول على الورق المناسب، الذي يحتاج إلى سماكة وملمس خاص. كانت تبحث عنه لأشهر، وأحياناً تطلبه من خارج البلاد. “كان الأمر مرهقاً جداً، لكن الشغف أقوى من التعب، ولم أكن مستعدة للتوقف.”

حضور فني لافت

شاركت زوزان في معارض عديدة داخل مدينة القامشلي ومحافظة الحسكة، كما عرضت أعمالها في مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق، ضمن معارض جماعية، منها ما كان بمشاركة الفنان عمار موسى والفنان الصغير.

“في كل معرض، أرى الدهشة في عيون الناس، وأسمع تساؤلاتهم: كيف صُنعت هذه القطع؟ وحين أشرح لهم التفاصيل، أشعر أن تعبي لم يذهب سدى.”

الدعم العائلي أساس الاستمرار

وراء هذه القصة الناجحة، تقف عائلة زوزان، وعلى رأسهم زوجها، الذي كان داعمها الأول في كل المراحل. “لو لم يكن إلى جانبي، ربما كنت استسلمت في وقت ما. هو شريكي الحقيقي في الرحلة.”

أحلام أكبر… والأوريغامي بأسلوبنا

تحلم زوزان بأن تؤسس ورشات تعليمية لنقل هذا الفن إلى الأجيال الجديدة، وتقديم الأوريغامي بأسلوب يليق بثقافتنا المحلية وطابعنا الشرقي.

“كل قطعة ورقية أضعها كأنها تكملني. لا أشتغل فقط بيدي، بل أعمل بروحي. الأوريغامي بالنسبة لي ليس مجرد فن… إنه طريقة حياة.”

مقالات ذات صلة