قال رئيس غرفتي تجارة الأردن، خليل الحاج توفيق، إن الوفد التجاري الأردني قام مؤخراً بزيارة مهمة إلى سوريا بعد استقرار الأوضاع فيها إثر سقوط النظام السوري السابق، مشيراً إلى أن هذه الزيارة أسفرت عن خطوات عملية لتعزيز التعاون التجاري بين البلدين.
وأوضح الحاج توفيق خلال تصريحات تلفزيونية على قناة التلفزيون الأردني ضمن برنامج “مسارات”، أن الطرفين اتفقا على إنشاء مجلس أعمال مشترك ودائم يهدف إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية وتسهيل التبادل التجاري.
كما تم الإعلان عن تنظيم منتدى أعمال أردني – سوري سيُعقد في دمشق الشهر المقبل، بالإضافة إلى نية لعقد منتدى متخصص بإعادة إعمار سوريا، بمشاركة رجال أعمال من البلدين.
ولفت إلى أن الجانب السوري بادر بطرح فكرة عقد منتدى تقني مشترك بين البلدين في القريب العاجل، معتبراً ذلك مؤشراً واضحاً على الجدية والرغبة المشتركة في إعادة العلاقات التجارية والاقتصادية إلى مسارها الطبيعي.
وأكد الحاج توفيق أن زيارة الوفد الأردني إلى سوريا كانت تحمل رسالة واضحة، تمثلت في “إعلان توأمة بين العاصمتين عمّان ودمشق”، بهدف توطيد العلاقة التاريخية والجغرافية بين البلدين، وقال: “الأردن هو الأقرب إلى سوريا، وهناك فرصة كبيرة لتحقيق تكامل اقتصادي ثلاثي مع لبنان”.
60 ألف شاحنة أردنية دخلت سوريا
وفيما يتعلق بالحركة التجارية الحالية بين البلدين، أشار الحاج توفيق إلى دخول نحو 60 ألف شاحنة أردنية محمّلة بالبضائع إلى سوريا منذ سقوط النظام السوري السابق، منها 36 ألف شاحنة ترانزيت، و21 ألف شاحنة صناعة محلية أو إعادة تصدير.
كما دخلت 7 آلاف شاحنة أثاث نتيجة عودة اللاجئين السوريين من الأردن، وحوالي 7 آلاف شاحنة أسمنت، وأكثر من ألف شاحنة خضار وفاكهة.
وأضاف أن الحركة التجارية لم تتوقف بين البلدين رغم التحديات التي أعقبت التغير السياسي في سوريا، لافتاً إلى أن غرفة التجارة الأردنية تعمل حالياً على توفير شراكات موثوقة للتجار الأردنيين داخل السوق السورية، من خلال تشبيك مباشر بين رجال الأعمال في البلدين، وهو ما من المتوقع أن يؤدي إلى مضاعفة حجم التبادل التجاري بشكل كبير في الفترة القادمة.
لا قيود على استيراد السلع السورية حالياً
وحول تأثير هذا التبادل على الأسواق الأردنية، أكد الحاج توفيق أن ما شاهده خلال زيارته الميدانية إلى سوريا يفرض واقعاً جديداً يتطلب عدم وضع أي قيود على استيراد السلع السورية، حتى تتعافى الصناعة والزراعة في سوريا، قائلاً: “ما نراه هناك يجبرنا على دعم الاقتصاد السوري، لأن مستقبل المنطقة يعتمد على التعاون وليس المنافسة السلبية”.
ويأتي هذا التحرك في ظل توجه عربي وإقليمي لإعادة سوريا إلى الحضن العربي، وتسعى الأردن إلى لعب دور ريادي في دعم استقرار الجارة الشمالية عبر بوابة الاقتصاد والتجارة.