أعلنت قبرص عن إطلاق برنامج طوعي يهدف إلى مساعدة العائلات السورية على العودة إلى موطنها الأم، ويوفر في الوقت نفسه تصاريح عمل خاصة لأفراد هذه العائلات الذين يمثلون المصدر الرئيسي للدخل.
وأوضح نائب وزير الهجرة القبرصي، نيكولاس إيوانديس، أمس الخميس، أن البرنامج يتضمن منح كل عائلة سورية ترغب في العودة الطوعية مبلغاً مالياً قدره ألفا يورو (2,255 دولار) للشخص البالغ الواحد، وألف يورو (1,128 دولار) لكل طفل.
كما يمكن للأزواج بدون أطفال الاستفادة من هذا الدعم المالي أيضاً، حسب وكالة “أسوشيتد برس”.
ويشترط للحصول على هذا الدعم أن تتراجع العائلة عن طلب اللجوء أو الحماية الدولية التي حصلت عليها قبل الأول من يناير 2024. وتستمر فترة تقديم الطلبات من 2 حزيران/يونيو وحتى 31 آب/أغسطس المقبل.
كما سيُمنح المصدر الرئيسي للدخل في العائلة – سواء الأب أو الأم – تصريح إقامة وعمل خاصاً يسمح له بالبقاء في قبرص لمدة لا تقل عن سنتين، مع إمكانية التمديد لسنة ثالثة، بالإضافة إلى الحق في السفر بين قبرص وسوريا خلال فترة سريان التصريح.
وقال إيوانديس إن الهدف من البرنامج هو تشجيع السوريين على العودة إلى بلدهم عبر توفير دعم مالي أولي لتغطية احتياجاتهم الأساسية، إلى جانب فرصة الاستمرار في العمل وإرسال المال إلى عائلاتهم في سوريا.
تجدر الإشارة إلى أن السوريين يشكلون أكبر جالية من طالبي اللجوء في قبرص، حيث تقدم 4,226 سورياً بطلبات لجوء العام الماضي، وهو رقم يفوق بـ10 مرات عدد الأفغان، الذين يحتلون المرتبة الثانية.
وأكد المسؤول القبرصي أن المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية، ماغنوس برونر، يرى في هذا البرنامج نموذجاً محتملاً يمكن أن تتبناه دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
وفي سياق متصل، ذكر إيوانديس أن قبرص تطبق اتفاقية بحث وإنقاذ مع سوريا منذ عام 2009، تتيح لها إعادة السوريين الذين تحاول مجموعات منهم الوصول إلى الجزيرة عبر البحر بعد إنقاذهم في المياه الدولية، مشيراً إلى إعادة زورقين مطاطيين مؤخراً، كل منهما كان يحمل 30 مهاجراً سورياً.
وأكد مرة أخرى أن قبرص لا تقوم بأي عمليات “دفع” غير قانونية للمهاجرين، رغم الانتقادات التي تتلقاها من الأمم المتحدة وهيئة حقوق الإنسان الأوروبية.