الرقة: أزمة الصرف الصحي والطرقات تعزل قرية تشرين

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص _ سوريا 24

يعاني سكان قرية تشرين، أكبر تجمع سكاني في ريف الرقة الشمالي، من نقص حاد في الخدمات الأساسية، وعلى رأسها شبكات الصرف الصحي، الأمر الذي يهدد الصحة العامة ويعرض الأرواح للخطر. ومع تعداد سكاني يزيد عن 25 ألف نسمة، ما زالت معظم منازل القرية تعتمد على الحفر الفنية التقليدية لتصريف المياه، وهي حلول بدائية تسببت في العديد من الحوادث المميتة.

وفي تصريح خاص لمنصة سوريا 24، قال حميد العيسى (57 عامًا)، أحد سكان القرية:

“في السابق، كانت أفنية المنازل واسعة، ولم تكن هناك مشكلة كبيرة في وجود الحفر الفنية. أما اليوم، ومع التوسع السكاني والازدحام، أصبحت الحاجة إلى شبكة صرف صحي رسمية أكثر من ضرورية.”

وأشار العيسى إلى خطورة هذه الحفر، لافتًا إلى أنها قديمة ومغطاة بطرق غير آمنة، ما يعرض قاطني المنازل، خاصة الأطفال وكبار السن، للخطر. وأضاف:
“تنبعث روائح كريهة من بعض الحفر، ومع وجود سوابق لحالات وفاة بسبب انهيار الحفر، نعيش في قلق دائم.”

وقد سُجلت آخر حالات الوفاة قبل أيام قليلة، حين توفي شابان في العقد الثاني من عمرهما أثناء محاولتهما تنظيف حفرة منزلية، ما أثار حالة من الاستياء والخوف بين السكان.

طرقات غير معبدة وعزلة شتوية متكررة

المعاناة لا تقتصر على الصرف الصحي، بل تشمل أيضًا البنية التحتية المتدهورة للطرقات. ففي قرية تشرين، لا توجد أي طريق معبدة، ما يجعل التنقل صعبًا، خاصة خلال فصل الشتاء. وتتحول بعض الأحياء إلى مناطق معزولة بالكامل بسبب تراكم المياه والطين.

عبد الرحمن الطه (40 عامًا)، من أهالي القرية، أوضح في تصريح لـسوريا 24:

“عند نزول الأمطار، تنقطع الأحياء الشمالية من القرية بشكل تام. حتى طلاب المدارس لا يستطيعون الوصول إلى مدارسهم بسبب الطين وحفر المياه.”

ويعاني الشارع الرئيسي للقرية، والذي يُعد السوق المركزي للمنطقة والقرى المجاورة، من غياب تام للخدمات. ففي الشتاء، يغرق بالمياه، وفي الصيف، يتحول إلى مصدر للغبار، ما يفاقم المعاناة الصحية والبيئية للسكان.

وعود بلدية محدودة وإمكانات مالية ضعيفة

من جهته، صرح مصدر مسؤول في بلدية تشرين لـسوريا 24 أن البلدية تخطط هذا العام لتعبيد الشارع الرئيسي وعدد من الشوارع الفرعية التي تخدم المناطق الأكثر كثافة. ومع ذلك، أقر المصدر بصعوبة تنفيذ مشاريع الصرف الصحي في الوقت الحالي بسبب عدم توفر الميزانية.

وقال المسؤول:

“نحن ندرك حجم المشكلة، لكننا لا نملك التمويل اللازم. حاليًا، نكتفي بشفط مياه الحفر الفنية عبر آليات خاصة، إلى حين تأمين الدعم المالي لتمديد شبكة صرف صحي رسمية.”

في ظل هذه الأوضاع، يبقى سكان قرية تشرين في مواجهة يومية مع تحديات تهدد حياتهم وصحتهم، وسط مطالب متزايدة بتدخل عاجل من الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية لتحسين الواقع الخدمي وتوفير البنى التحتية الأساسية التي تليق بتجمع سكاني بهذا الحجم.

مقالات ذات صلة