أسواق إدلب قبل العيد: ارتفاع في الأسعار وحركة شراء خجولة

Facebook
WhatsApp
Telegram

سوريا 24

مع اقتراب عيد الأضحى، بدت أسواق مدينة إدلب أقل ازدحاماً من المعتاد، وسط موجة غلاء تضرب مختلف السلع،
من الملابس إلى المواد الغذائية الأساسية.

وبالرغم من فتح معظم المحال التجارية أبوابها، فإن الحركة الشرائية بقيت محدودة،
في ظل ضعف القدرة الشرائية وتراجع الدعم الإنساني في المنطقة.

أسعار تحلق فوق القدرة الشرائية

في جولة داخل السوق الشعبي وسط المدينة، رصد مراسل “سوريا 24” ارتفاعاً لافتاً في أسعار السلع،
لا سيما المواد الغذائية والتموينية التي تعد أساسية في تحضيرات العيد.

الأسعار المسجلة، بالليرة التركية، كانت على النحو التالي:

  • السميد: 30 ل.ت
  • الرز: 35 ل.ت
  • السكر: 30 ل.ت
  • صحن البيض: 90 ل.ت
  • ليتر الزيت النباتي: 70 ل.ت
  • الطحين: 20 ل.ت

فيما يتراوح معدل أجور العامل اليومية في إدلب ما بين 60 و100 ليرة تركية، وهو ما يجعل تأمين حاجات أساسية
للأسرة أمراً بالغ الصعوبة، خصوصاً في فترات الأعياد.

مواطنون: العيد فقد طعمه

قال المواطن أبو صطيف، وهو من سكان مدينة إدلب، لمنصة سوريا 24، إن أسعار مستلزمات العيد
هذا العام “تضاعفت بنسبة وصلت إلى 100%” مقارنة بالعام الماضي،
مؤكداً أن الارتفاع شمل مختلف المواد، من اللباس إلى الفواكه والحلويات.

ورأى أن الغلاء يعود إلى ما وصفه بـ”الانفتاح التجاري واتساع السوق بعد التحرير”،
مشيراً إلى أن ذلك “لم يترافق مع تحسن في الدخل أو زيادة في القدرة الشرائية للمواطنين”.

وأرجع ضعف الحركة الشرائية إلى عاملين رئيسيين، أولهما تراجع الدعم الذي كانت تقدمه المنظمات الإنسانية،
حيث قال: “المنظمات التي كانت تساهم في دعم الأسر تراجعت عن عملها في إدلب،
واتجهت للعمل داخل المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة النظام، ما انعكس سلباً على دخل الأهالي”.

أما السبب الثاني، فاعتبره “الغلاء المستمر الذي جعل كثيراً من العائلات تؤجل شراء حاجات العيد أو تكتفي بالضروري فقط”.

تجار يشكون تراجع المبيعات رغم التسهيلات

من جانبه، قال التاجر أبو عثمان، صاحب محل ألبسة في سوق إدلب، لمنصة سوريا 24،
إن الحركة الشرائية هذا العام “أضعف من جميع المواسم السابقة”، مؤكداً أن الأسواق “لا تشهد أي ازدحام يذكر،
حتى في الأيام القليلة التي تسبق العيد”.

وأشار إلى أن “الأسعار في إدلب لا تختلف كثيراً عن غيرها من المناطق”،
لكنه رأى أن “السبب الحقيقي وراء ضعف الإقبال هو تردي الأوضاع المعيشية لدى السكان”.

وأكد أبو عثمان أن “البلدية والجهات المحلية قدمت تسهيلات جيدة للتجار،
ولم تكن هناك معوقات تنظيمية أو إدارية”، لكنه اعتبر أن “القدرة الشرائية هي العامل الحاسم الذي يؤثر
بشكل مباشر على الأسواق”.

عيد ثقيل في ظل ظروف اقتصادية صعبة

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن عيد الأضحى هذا العام في إدلب يمر بطعم مختلف،
الأسواق حاضرة، والسلع متوفرة، لكن جيوب المواطنين الخاوية تلقي بظلالها الثقيلة على مظاهر العيد.

وبينما تنتظر المحال المشترين، تبقى الغالبية من الأهالي عاجزة عن مجاراة الأسعار،
وسط غياب حلول حقيقية تخفف العبء عنهم.

مقالات ذات صلة