شباب ريف الرقة الجنوبي يطلقون حملة تطوعية لحماية حقول القمح من الحرائق

Facebook
WhatsApp
Telegram

سوريا 24 – خاص

في خطوة لافتة تعبّر عن روح المبادرة والمسؤولية المجتمعية، أطلق عدد من شباب ريف الرقة الجنوبي
حملة تطوعية تهدف إلى حماية حقول القمح في منطقتهم من خطر الحرائق التي تهدد الموسم الزراعي.
جاءت هذه الحملة بعد اندلاع حريق التهم نحو 50 دونمًا من القمح في قرية الكرامة بريف الرقة الشرقي
قبل عدة أيام، ما أثار حالة من القلق دفعت الشباب إلى التحرك بشكل جماعي ومنظم.

مبادرة ذاتية يقودها شباب المنطقة

ووفقًا لمؤيد الحسن، البالغ من العمر 37 عامًا ومن سكان قرية كسرة فرج، فإن مجموعة من أبناء القرية
بادروا إلى تشكيل فرق تطوعية تتناوب على مراقبة الحقول، لا سيما خلال ساعات الليل،
وذلك في محاولة استباقية لمنع أي محاولة متعمدة أو طارئة قد تتسبب في اندلاع الحرائق.
وأوضح الحسن، في تصريح خاص لمنصة سوريا 24، أن فرقهم على تواصل دائم مع فرق الإطفاء المحلية
للتدخل السريع عند الضرورة، قائلاً:

“بعد احتراق عدة حقول في الريف الشرقي، تحركنا بشكل مباشر لحماية أرزاقنا عبر مراقبة الحقول
والتواصل مع فرق الإطفاء تحسبًا لأي طارئ”.

امتداد المبادرة إلى قرى مجاورة

لم تقتصر الحملة على قرية كسرة فرج فقط، بل امتدت لتشمل قرى أخرى في الريف الجنوبي
مثل كسرة عفنان، رطلة، وكسرة سرور. وبلغ عدد المنتسبين إلى هذه المبادرة حتى الآن 25 شابًا،
موزعين على هذه القرى، حيث تم تنظيمهم ضمن مجموعات دورية لضمان استمرار المراقبة والحماية على مدار الساعة.

دعوة لتوسيع الحملة في أرياف الرقة

الحسن شدد على أهمية تعميم هذه المبادرة على بقية القرى والمناطق في ريف الرقة، قائلاً:
“حماية حقولنا مسؤولية جماعية، ويجب أن تعمم هذه المبادرات في جميع أرياف الرقة
لتفادي خسائر جديدة في موسم القمح”.

ذاكرة مؤلمة تدفع للتحرك

يُذكر أن أرياف الرقة شهدت خلال السنوات الماضية حرائق واسعة التهمت آلاف الهكتارات
من محاصيل القمح والشعير، ما ترك أثرًا نفسيًا وماديًا كبيرًا لدى الأهالي،
وجعلهم أكثر وعيًا بأهمية التحرك المسبق لحماية محاصيلهم ومصدر رزقهم الوحيد.
وتعكس هذه الحملة مدى وعي الشباب المحلي بأهمية دورهم في الحفاظ على الأمن الغذائي،
كما تسلط الضوء على فعالية المبادرات المجتمعية في مواجهة الأزمات،
خاصة في المناطق التي تفتقر إلى دعم رسمي كافٍ.

مقالات ذات صلة