من المطبخ إلى السوق.. منتجات نسائية تزين بازار حلوى العيد في التل

Facebook
WhatsApp
Telegram

في مدينة التل بريف دمشق، وعلى وقع تحضيرات عيد الأضحى، تحولت قاعة مغلقة في جمعية “إنعاش الفقير” إلى مساحة نابضة بالحياة والعمل والأمل. ففي مبادرة إنسانية لافتة أطلقتها الجمعية، افتُتح بازار خاص بمنتجات النساء بمشاركة تطوعية، هدف إلى تمكين السيدات اقتصاديًا ودعمهن في تسويق منتجاتهن المنزلية مجانًا، دون أي مقابل مادي.

مبادرة انطلقت من الحاجة والإصرار

سوزان الباشا، مديرة مشروع الدعم النفسي في الجمعية، قالت في تصريح خاص لـ”سوريا 24″ إن فكرة البازار جاءت من الرغبة في استثمار قاعة كانت مغلقة منذ فترة طويلة، وجعلها منبرًا لدعم النساء قبيل العيد، وهي فترة تشهد طلبًا مرتفعًا على المنتجات المنزلية.

تقول: “حرصنا على أن تكون المشاركة مفتوحة لجميع السيدات دون أي تمييز، ووفّرنا لهن كل ما يلزم من طاولات، كراسٍ، مفارش، وحتى تكبيرات العيد عبر مكبرات الصوت لإضفاء أجواء روحانية على المكان”.

وأكدت أن الفريق لم يكتفِ بتجهيز القاعة فقط، بل ابتكر وسائل تحفيزية لتشجيع الناس على القدوم، خاصة أن القاعة تقع في منطقة لا تصلها وسائل النقل العامة.

أجواء العيد ومفاجآت للأطفال

واحدة من أبرز أفكار التحفيز كانت “صندوق المفاجآت” الذي خُصص للأطفال المرافقين لأمهاتهم. وتوضح الباشا أن كل طفل كان يسحب هدية عشوائية من الصندوق المغلق وهو مغمض العينين، ما أضفى أجواء من الفرح والتشويق، خاصة مع تنوع الهدايا من ألوان وألعاب ومساحيق صلصال وكمامات ملوّنة.

تجربة أولى تنبض بالحماسة والإصرار

من جانبها، ريم عرنوس، وهي إحدى المشاركات في بازار “حلويات العيد”، عبّرت عن سعادتها الغامرة بهذه التجربة التي خاضتها لأول مرة. “الطاولات كانت مجانية تمامًا، وهذا وحده كان دافعًا كبيرًا لنا لتسويق منتجاتنا. شعرت لأول مرة بجدوى العمل الذي أقوم به. صحيح أن أول يوم لم يشهد إقبالًا واسعًا، لكن في اليوم الثاني بدأ الناس يتوافدون بكثافة بعد انتشار الخبر، وكان الدعم المعنوي كبيرًا”، تقول ريم لـ”سوريا 24“.

وأضافت أنها تنوي توسيع مطبخها المنزلي بعد العيد، واعتبرت أن هذه المبادرة منحتها دفعة قوية للاستمرار وتوسيع نشاطها الاقتصادي من داخل بيتها.

منتجات موسمية بروح العيد

البازار، الذي امتد ليومين من العاشرة صباحًا حتى الثامنة مساءً، احتوى على تشكيلة واسعة من المنتجات التي تعبّر عن روح العيد، من بيتيفور مزين بكلمات “كل عام وأنتم بخير”، إلى شوكولاتة محشوة ومغلفة بطريقة فنية، وتمر مغطس بالشوكولا يمكن تقديمه كهدايا على صواني العيد.

كما ضمّ البازار طاولات لنساء قدّمن مأكولات منزلية مثل التبولة والمُسخّن، بالإضافة إلى أعمال يدوية نفذتها سيدة من ذوي الاحتياجات الخاصة، كانت تعرض إكسسوارات شعر ومكياجات مصنوعة بالخرز.

نحو أسواق موسمية دائمة

الباشا أكدت لـ”سوريا 24” أن الجمعية تنوي تكرار التجربة في مواسم مختلفة، مثل العودة إلى المدارس أو شهر رمضان، عبر اختيار منتجات تتناسب مع كل مناسبة.

“الفكرة بسيطة، لكنها تقول شكراً لتلك السيدات المكافحات اللواتي يصنعن منتجاتهن بحب وشغف، ليس فقط لتأمين لقمة العيش، بل ليكون لهن دور حقيقي في دعم أسرهن والمجتمع”، تختم الباشا.

لم تكن “قاعة التل” مجرد جدران تحوي طاولات وحلويات، بل كانت شاهدًا على إرادة نساء رفضن الاستسلام للواقع الاقتصادي الصعب. وبين حبات البزورات وعلب الشوكولا، سكنت قصص نضال صامت، صنعتها أيادٍ تناضل لتُطعم أطفالها، وتُعيد للعيد معناه. بازار حلويات العيد في التل ليس نهاية، بل بداية لأسواق تحمل روح التضامن والتكافل ومنصة لنساء يصنعن الفرق بشغف ومهارة.

مقالات ذات صلة