أسواق حلب قبل عيد الأضحى: تحسّن في الحركة… وقدرة شرائية محدودة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

قبل أيام من حلول عيد الأضحى المبارك، تشهد أسواق حلب، لا سيما في أحياء التلل، الجميلية، حركة نشطة بالمقارنة مع الأعوام السابقة، وسط تفاوت ملحوظ في تقييم المواطنين والتجّار لواقع السوق وقدرة الناس على الشراء.

تحسن في الحركة التجارية… والأسواق تنبض بالحياة

بسام نور الدين، تاجر ألبسة في سوق التلل، وصف الوضع بالجيد قائلاً: “الوضع الآن أفضل بكثير من السنوات الماضية، المدينة بدأت تتعافى، والإقبال من الناس جيد، خاصة أن الجو العام في البلد أصبح أكثر استقراراً”.

من جهته، أكد أبو خالد، تاجر موالح في سوق الهال، أن هذا الموسم شهد انتعاشاً نسبياً: “الإقبال جيد قياساً بالسنوات السابقة. الأسواق مفتوحة، والناس من المدينة والريف تتوافد بكثافة. في حركة، وفي تحسن والحمد لله”.

أبو ياسر، تاجر ألبسة أيضاً، يشارك هذا الرأي ويضيف: “فيه سيولة نوعاً ما، والإقبال أحسن من قبل. واضح أن الحركة أفضل، والبلد تحتاج لوقت إضافي حتى نرجع توفر فرص عمل حقيقية للناس”.

المواطنون: الأسعار أفضل، لكن الدخل لا يكفي

لكن في الطرف الآخر من المشهد، تبقى القدرة الشرائية للمواطنين محدودة، مع غلاء الأسعار وثبات الدخل، بحسب ما رواه العديد من سكان المدينة.

أحمد صطوف، رب أسرة، يعمل سائق تكسي، عبّر عن إحباطه قائلاً: “الأسعار غالية والمواطن لا يستطيع الشراء”، وأنه خلال عمله على التكسي لم يستطع جني سوى 65 ألأف ليرة خلال يوم أمس، تذهب أكثر من نصفها محروقات وصيانة.

يؤكد أنه بالنظر إلى ظروفه المادية الصعبة عدم قدرته على شراء “كسوة العيد” لأولاده الثلاثة.

أم حسن، أم لثلاثة أطفال، وصفت الموقف بمرارة، وقالت لمنصة سوريا 24: “الأسعار مقبولة نسبياً، بس ما في عملة، ما في شغل. بدي نحو 3 ملايين ليرة لأشتري كسوة كاملة لأولادي، وما في سيولة ولا دخل”.

فيما رأى محمد شهابي، عامل في قطاع الأقمشة، أن الناس باتت تتعامل مع الوضع بحذر: “الحركة موجودة، لكن هناك ضعف في القوة الشرائية..معظم الناس تشتري الضروري فقط، هناك اقتصاد وإدارة دقيقة للإنفاق… وفي فرق بين الأسعار وبين دخل الناس”.

أم محمد، التي كانت تتسوّق في سوق التلل، قالت لمنصة سوريا 24: “الأسعار أفضل من قبل لكن العمل قليل، والناس مترددة..اشتريت أشياءاً بسيطة للأطفال الصغار، أما الكبار فكل شيء مؤجل..وآمل أن تتحسن الأوضاع قريباً”.

رغم المؤشرات الإيجابية في حركة الأسواق وعودة الحياة إلى شوارع حلب، تبقى معاناة المواطنين معيشياً واقتصادياً واضحة، بين ارتفاع الأسعار وثبات الدخل، وبين تحسّن ظاهر في العرض، وتردّد حذر في الشراء.

ومع اقتراب عيد الأضحى، يبقى الأمل مشتركاً بين الناس والتجّار بأن يحمل العيد القادم بعض الانفراج.

مقالات ذات صلة