عيد الأضحى في الرقة… أسعار مرتفعة رغم انخفاض الدولار

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تستقبل مدينة الرقة عيد الأضحى هذا العام وسط أجواء من الاستياء الشعبي، نتيجة استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية وحلويات العيد، رغم الانخفاض الواضح في سعر صرف الدولار الأميركي أمام الليرة السورية. ويؤكد سكان المدينة، في تصريحات خاصة لـ”سوريا 24”، أن الأسعار ما زالت مرتفعة بشكل غير مبرر، خاصة في ظل الغياب الفعلي لدور الجهات الرقابية.
الأهالي عبّروا عن خيبة أملهم من الأوضاع المعيشية التي تتفاقم مع كل مناسبة، مشيرين إلى أن العيد فقد الكثير من مظاهره، بعد أن باتت تكاليفه تفوق قدرة شريحة واسعة من الأسر.

الأسعار لا تعكس انخفاض الدولار

منذ عام 2013، بعد خروج مدينة الرقة عن سيطرة نظام الأسد، باتت أسعار السلع تُحدّد بناءً على قيمة الدولار، بينما يتم التداول بالليرة السورية. ومع أن الدولار شهد انخفاضًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، فإن الأسعار بقيت على حالها، ما دفع كثيرين إلى اعتبار أن السوق يُدار وفق أهواء التجار لا القواعد الاقتصادية.
طارق الرجب، 58 عامًا، أحد سكان المدينة، قال لـ”سوريا 24”: “اعتدنا في الأعياد شراء مستلزمات العائلة بسهولة، لكن هذا العام لم نتمكن من شراء أبسط المواد. كنت أتلقى حوالة من ابني المغترب بقيمة 400 دولار شهريًا. في السابق، كان هذا المبلغ يوفّر لنا حياة كريمة، أما اليوم فلم يعد كافيًا، رغم تقليص الإنفاق.”

حلوى العيد خارج القدرة الشرائية

تُعدّ حلويات العيد من أبرز رموز الاحتفال في المجتمع المحلي، لكن أسعارها هذا العام جعلتها خارج متناول الكثير من العائلات. ويقول عدي العلي، 35 عامًا، ويعمل حارسًا ليليًا: “أسعار الحلويات تضاعفت تقريبًا. كنت أخصص جزءًا من راتبي لشراء الكعك والمعمول، لكن هذا العيد سنستغني عنها. راتبي يتراوح بين 150 و200 دولار شهريًا، ولم يعد يكفيني حتى منتصف الشهر، فكيف أعدّ نفسي لاستقبال العيد؟”

وأضاف: “بعض المواد الأساسية مثل السكر والزيت شهدت انخفاضًا طفيفًا، لكن معظم السلع الأخرى ارتفعت، ولا مبرر لذلك طالما أن الدولار انخفض.”

التلاعب بسعر الصرف مستمر

عبد الرحمن الأحمد، صاحب محل صرافة في الرقة، يوضح أن سعر الصرف في السوق المحلية لا يستند إلى مرجعية رسمية واضحة. ويقول لـ”سوريا 24”: “نحن نحدّد السعر حسب العرض والطلب. التجار يشترون الدولار عند ارتفاع الطلب ويرفعون الأسعار معه. لكن عند انخفاضه، لا يُظهرون أي مرونة في تعديل الأسعار، مما يسبب فوضى في السوق ويؤثر على المواطنين.”

البلدية: تعليمات دون نتائج ملموسة

مصدر في قسم الضابطة التابع لبلدية الرقة صرّح لـ”سوريا 24” أن البلدية وجّهت إنذارات للمحال بضرورة وضع لوائح تسعير واضحة بالدولار، وفق أسعار متوافقة مع السوق. وأضاف: “كل مخالفة يُقابلها غرامة مالية، وقد تصل العقوبة إلى إغلاق المحل في حال تكرار المخالفة.”
لكن السكان يرون أن هذه الإجراءات لا تُنفّذ بصرامة، حيث ما زالت المخالفات قائمة، والأسواق خاضعة لقرارات فردية من قبل التجار.

مطلب موحد: عيد دون استغلال

يطالب أهالي الرقة بتفعيل الرقابة الاقتصادية لضبط أسعار السوق، لا سيما في فترات الأعياد. ويؤكدون أن الاحتفال بعيد الأضحى هذا العام فقد الكثير من بهجته، نتيجة الغلاء، وانعدام العدالة في التسعير، وثبات الرواتب مقابل ارتفاع تكاليف المعيشة.
في ظل هذه الأوضاع، بات العيد بالنسبة لكثير من الأسر مناسبة ثقيلة لا تحمل الفرح، بل مزيدًا من الأعباء الاقتصادية.

مقالات ذات صلة