في مدينة اعزاز شمالي سوريا، لا تشبه أسواق العيد سابق عهدها. فبين غلاء الأسعار، وانعدام الرقابة، وندرة فرص العمل، يحاول الأهالي التكيّف مع ظروف اقتصادية خانقة، فيما يسود شعور عام بأن العيد هذا العام “صامت” أكثر من أي وقت مضى.
أسواق الألبسة: الأسعار تحلّق والإقبال خجول
يقول أحمد نجار، تاجر ألبسة في اعزاز، في حديثه لـ«سوريا 24»: “وضع السوق مقبول نوعاً ما، لكنه لا يُقارن بالأعوام السابقة بعد التحرير. كثير من الناس رجعوا إلى مدنهم، والبطالة زادت بشكل واضح، وحتى أسعار البضائع ارتفعت. اليوم ندفع 4 دولارات على كل كيلو بضائع مستوردة، وهذا ساهم في رفع الأسعار علينا وعلى الزبائن”.
أما أحمد مرعنازي، صاحب محل أحذية وجلديات، فيصف الإقبال هذا العام بـ”الضعيف والسيئ قياساً بالسنوات الماضية”، ويضيف لمراسل منصة «سوريا 24»: “السوق كان مغلقاً فترة طويلة، واليوم الأسواق توسّعت، لكن الوضع الاقتصادي لا يزال مؤثراً، ولا توجد حركة مثل قبل”.
شهادات من الأهالي: العيد حاضر.. لكن الطمأنينة غائبة
محمود الشب، أحد سكان المدينة، يصف الواقع المعاش قائلاً: “الأسعار تتراوح بين المرتفع والمقبول، لكن المشكلة الأساسية هي قلة الشغل. أنا عندي ثلاث بنات، وبحاجة إلى الأقل 150 دولاراً لأوفر فقط أساسيات العيد، وهذا عبء كبير”.
من جهتها، تقول أم علي، أم لخمسة أطفال، لـ«سوريا 24»: “الوضع بعد التحرير صار أحسن من قبل، لكن ما في شغل، وما في مصاري بأيدينا. والأسوأ من ذلك، أنه ما في ضبط للأسعار، كل تاجر يبيع بالسعر الذي يريده، وفي فرق كبير من محل إلى محل. من حقنا أن تكون هناك رقابة، ونقدر نعيش بكرامة”.
سوق المواشي: غلاء الأضاحي يبعد العيد عن الفقراء
وفي سوق المواشي، لا يبدو المشهد أفضل حالاً، فالأسعار مرتفعة، والإقبال ضعيف. يقول أحد تجار المواشي لـ«سوريا 24» إن سعر الأضحية يتراوح حالياً بين 200 و250 دولاراً، مشيراً إلى أن “التكاليف ارتفعت بفعل غلاء الأعلاف والشحن بسبب الجفاف، ما أدى إلى تراجع الطلب بشكل ملحوظ”.
ويضيف: “في عيد العام الماضي، بعت حوالي 1500 رأس، أما هذا العام فلم أتجاوز 700 رأس.. الناس غير قادرة على التضحية مثل قبل”.
أسواق اعزاز اليوم تعكس واقعاً متشابكاً من الضغوط: الغلاء، البطالة، ضعف الدخل، وقلة الرقابة. وبينما تبقى مظاهر العيد حاضرة، فإن الروح غائبة عن كثير من البيوت التي تفتقد الحد الأدنى من مقومات العيش.
الأهالي، عبر «سوريا 24»، يجمعون على مطلب واحد: تفعيل الرقابة، وخفض الأسعار، وتأمين فرص عمل كريمة تحفظ كرامتهم وتعيد العيد إلى قلوبهم.