عيد الأضحى في مدينة الحسكة… غلاء يطفئ فرحة المنتظرين

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

عشية عيد الأضحى، يعيش سكان محافظة الحسكة، أوضاعًا اقتصادية صعبة جعلت من الاستعداد للعيد مهمة شاقة لا تخلو من الشعور بالعجز. وعلى الرغم من انخفاض سعر صرف الدولار مقارنة بفترة عيد الفطر، فإن أسعار السلع والمواد الغذائية لا تزال مرتفعة، ما زاد من استياء الأهالي وأضعف قدرتهم على تلبية متطلبات العيد.

رواتب متأخرة وأعباء تزداد

يتحدث موظف حكومي من مدينة القامشلي لمنصة “سوريا 24” قائلًا: “لم نستلم رواتبنا حتى الآن، ولا نعلم متى سنستلمها. كنا نأمل أن نشتري بعض مستلزمات العيد، ولكن حتى الضيافة أصبحت من الكماليات. دخلت إلى محل لشراء كليجة ومعمول وسكاكر، فخرجت بكيس صغير ومديون أيضًا.”

ويضيف: “فكرنا أن نصنع الحلويات في المنزل من الطحين والزيت، ولكن بعد أن حسبنا التكاليف وجدنا أن المصروف سيكون أعلى من شرائها جاهزة، فقررنا شراء كميات بسيطة تكفي لتأمين أجواء رمزية للعيد.”

أسعار جامدة رغم تراجع الدولار

من المفارقات التي لفتت انتباه كثير من الأهالي أن الأسعار لم تنخفض رغم تراجع سعر الدولار من 13,500 إلى 9,300 ليرة سورية. ويعلق المواطن ذاته: “لا نفهم كيف أن الدولار نزل لكن الأسعار بقيت كما هي. كأن الغلاء لا يرتبط بالعملة، بل أصبح نمط حياة ثابت.”

أسواق بلا زبائن

في سوق القامشلي، تبدو الحركة خفيفة بشكل ملحوظ مقارنة بالأعياد السابقة. يقول أبو داري، صاحب أحد المحال التجارية في تصريح لـ “سوريا 24”: “الناس تدخل إلى المحل، تتفقد الأسعار ثم تغادر دون شراء شيء. ليس لأنهم لا يريدون الشراء، بل لأن الوضع لا يسمح.”

ويضيف: “يعتقد البعض أننا نرفع الأسعار عمدًا، لكن الحقيقة أن البضائع نشتريها بسعر مرتفع من الأساس. لدينا مصاريف ضخمة تشمل الإيجارات، الكهرباء عبر الأمبيرات، النقل، والشحن. لا نستطيع تخفيض الأسعار دون تكبد خسائر كبيرة.”

الأضاحي في السوق… لكن دون مشترين

من مدينة الحسكة، يروي أحد المواطنين عبر منصة “سوريا 24”: “أسعار الأضاحي هذا العام قد تكون أقل مقارنة بالأعوام الماضية، ولكن المفارقة أن أغلب الناس لا يملكون السيولة المالية الكافية لشرائها. حتى من يريد التضحية، لا يستطيع جمع المبلغ اللازم بسبب تأخر الرواتب أو ضعف الدخل.”

ويتابع: “نذهب إلى سوق المواشي ونرى الخراف، لكن لا نملك ثمنها. كانت التضحية طقسًا أساسيًا من طقوس العيد، أما اليوم فهي حلم بعيد المنال.”

تفاصيل الأسعار ترهق العائلات

تشير جولة في الأسواق إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد المرتبطة بالعيد. كيلو السكر يتراوح بين 40 و75 ألف ليرة، الشوكولا بين 120 و200 ألف، “بيض العصفور” (الملبس) من 70 إلى 130 ألفًا، وراحة العيد من 110 حتى 240 ألفًا للكيلو حسب النوع والجودة.

التجار في مأزق حقيقي

يوضح أبو داري أن التجار أيضًا يعيشون أزمة حقيقية: “نحن بين نارين: لا يوجد إقبال على الشراء كما في السنوات السابقة، وفي نفس الوقت لا يمكننا تخفيض الأسعار لأننا سندخل في خسائر مباشرة. كل شيء نحسبه: أجرة المحل، العمال، الكهرباء، وحتى تقلبات السوق.”

مظاهر العيد في حدها الأدنى

رغم كل هذه التحديات، لا يزال سكان محافظة الحسكة، يحاولون الحفاظ على طقوس العيد بأبسط الوسائل. البعض اشترى كميات قليلة من الضيافة لإرضاء الأطفال، وآخرون قرروا الاكتفاء بالأجواء العائلية دون كماليات. ومع ذلك، تبقى الغصة حاضرة في النفوس، بانتظار تحسن الظروف وعودة الأعياد كما كانت: أيام فرح لا عبء ثقيل.

مقالات ذات صلة