خسارة فادحة في موسم الكرز بالقلمون..المزارعون يفقدون مصدر رزقهم

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

تكبّد مزارعو القلمون بريف دمشق خسائر كبيرة هذا العام نتيجة الانهيار الحاد في موسم الكرز، أحد أبرز المواسم الزراعية في المنطقة، حيث تراجع الإنتاج بنسبة تقارب 80% مقارنة بالعام الماضي، ما حوّل الموسم المنتظر إلى خيبة أمل ثقيلة، خصوصًا لمن يعتمدون عليه كمصدر دخل أساسي.

وبحسب بدران أبو محسن، رئيس الجمعية الفلاحية في مدينة قارة، فإن الإنتاج هذا العام لم يتجاوز ألفي طن فقط، مقارنة بـ10 آلاف طن في العام الماضي، مرجعًا التراجع الحاد إلى عدة أسباب، أبرزها الجفاف، وقلة الهطولات المطرية، وموجات الصقيع التي ضربت الأشجار في نيسان الماضي، إلى جانب الإرهاق الموسمي الذي أصاب الأشجار بسبب غزارة إنتاج العام السابق.

وأوضح أبو محسن أن قلة الإنتاج تسببت في ارتفاع حاد بأسعار الكرز، إذ وصل سعر الكيلو من النوع الأول إلى 25 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ يفوق قدرة معظم السكان المحليين، ويعكس حجم الفجوة بين العرض والطلب في السوق.

بلدات القلمون.. موسم بلا حصاد

الواقع المتدهور لموسم الكرز لم يقتصر على قارة وحدها، بل طال معظم بلدات القلمون مثل رنكوس، الحوش، عسال الورد وغيرها، حيث تعتمد هذه القرى والبلدات على الزراعة البعلية التي ترتكز بشكل أساسي على الأمطار. هذا الاعتماد جعل المنطقة شديدة التأثر بموجات الجفاف التي ضربتها هذا العام، ما أدى إلى تراجع واضح في الإنتاج أو انعدامه كليًا في بعض البساتين.

يقول عدنان محمد، أحد مزارعي المنطقة: “هذه السنة خسرت كل شيء، لا كرز ولا مردود.. موسم الكرز هو دخلي الوحيد، وأنا مثل كثير من المزارعين في القلمون لم نجنِ شيئًا هذا العام”.

ويؤكد أن موجة الصقيع الأخيرة كانت “ضربة قاضية” للمزارعين، إذ أتت على الأشجار وأحرقت براعمها قبل أن تنضج الثمار، مضيفًا: “هذا الموسم الصقيع حرق كل مواسم القلمون، من الكرز إلى المشمش وغيره”.

الكرز.. زراعة عريقة تواجه خطر الانقراض

لطالما شكّلت زراعة الكرز عماد الحياة الاقتصادية في القلمون، وتنتشر في ريف دمشق بمساحة تزيد على 21 ألف هكتار، وتضم نحو 6 ملايين شجرة، منها 3 ملايين شجرة مثمرة بإنتاج سنوي يُقدّر بـ47 ألف طن، يتوزع أغلبه في منطقتي القلمون والزبداني، بحسب إحصائيات وزارة الزراعة لعام 2023.

ويُعرف الكرز القلموني بجودته العالية وتنوع أصنافه، مثل: أبو خط، الفرعوني، قلب الطير، النواري، والطلياني، وهي أصناف مرغوبة في الأسواق بسبب قساوتها ولونها وحجمها المميز، إضافة إلى قابليتها للتخزين والنقل، ما يجعلها مناسبة للتصدير.

وتتميز هذه الزراعة بكونها نظيفة، تعتمد على السماد العضوي بدلًا من المواد الكيميائية، وتُقطف ثمارها في وقت متأخر من الموسم، ما يرفع من قيمتها السوقية. إلا أن ذلك لم يشفع لها هذا العام أمام ضربات المناخ.

قلق من استمرار الخسائر وغياب الدعم

مع استمرار غياب الدعم الزراعي والتأمينات الكافية للمواسم، يُعرب المزارعون عن خشيتهم من فقدان زراعة الكرز كليًا في السنوات المقبلة، إذا ما استمر التدهور المناخي، وعدم استجابة الجهات المختصة في دعم المحاصيل المتضررة، خصوصًا أن معظم المزارعين لا يملكون مصدر دخل بديل، ويعتمدون كليًا على ما تجود به هذه الأشجار.

ويختتم عدنان حديثه بمرارة قائلًا: “موسم الكرز بالنسبة إلنا مو بس فاكهة.. هو حياتنا ورزقنا. السنة ضاعت، وإذا ما في تعويض أو خطة إنقاذ، فالمواسم الجاية رح تكون أسوأ”.

مقالات ذات صلة