القنيطرة: تجريف ممنهج للأحراج وتوغلات قرب القرى الحدودية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تشهد محافظة القنيطرة في الجنوب السوري تصعيدًا لافتًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي،
وسط استمرار وجود قواعد عسكرية إسرائيلية داخل المنطقة المنزوعة السلاح، والتي يُقدّر عددها بتسع قواعد
تمتد من جبل الشيخ شمالًا وصولًا إلى حوض اليرموك جنوبًا، أبرزها قاعدة “الكوية”، المعروفة أيضًا باسم “قاعدة الجزيرة”.

الإعلامي نور الحسن، من أبناء محافظة القنيطرة، أكد في حديث خاص لمنصة “سوريا 24” أن “الحدث الأبرز
في المحافظة حاليًا هو عمليات الجرف التي ينفذها جيش الاحتلال في الأراضي الزراعية والحرجية،
وعلى رأسها أحراج جباتا الخشب التي تُعد من أغنى المناطق الحراجية في الجنوب السوري،
وتقدّر مساحتها بنحو 184 هكتارًا”. وأضاف أن “الجيش الإسرائيلي دخل يومه الثالث في إزالة وقلع أشجار معمّرة
من أنواع البلوط والسنديان وأشجار الشوكولاتة المعروفة بصلابتها”.

كما أشار الحسن إلى أن “حرش كودنة، الذي يُعد من أبرز المساحات الحراجية في ريف القنيطرة،
تعرّض بدوره لعمليات جرف واسعة، حيث تم تجريف نحو 300 هكتار من الأشجار، في مشهد يوصف بأنه الأكبر منذ سنوات”.

ووثّق الحسن توغلات متكررة لقوات الاحتلال خلال الساعات الأخيرة، إذ توغّلت القوات مرتين في بلدة القحطانية القريبة
من قاعدة “العدنانية” الإسرائيلية، ونفّذت عمليات تفتيش لبعض المنازل وسط إطلاق نار في الهواء وترهيب السكان،
وذلك تزامنًا مع انتشار واسع لعناصر الاحتلال في الشوارع. ووقعت توغلات مماثلة في منطقة “الحميدية”
وفي القنيطرة المهدّمة التي تُعد موقعًا لقاعدة خلفية إسرائيلية.

كما سبقت هذه التحركات توغلات متتالية في بلدة “الرفيد” على مدار يومين متتاليين، حيث دخلت قوات الاحتلال
صباحًا إلى أطراف البلدة، وسط تحليق مكثّف للطائرات المُسيّرة والطيران الحربي في سماء المحافظة.

تتزامن هذه التحركات الإسرائيلية المكثفة مع استمرار تمركز القواعد داخل المنطقة المنزوعة السلاح،
ما يشكّل خرقًا واضحًا لاتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، الموقعة بإشراف الأمم المتحدة،
والتي نصت على منع أي وجود عسكري في المنطقة العازلة. ومع غياب الرقابة الدولية الفعالة،
تواصل إسرائيل فرض أمر واقع عسكري على الأرض، ما يثير المخاوف من تصعيد أوسع في الجنوب السوري،
ويُفاقم من معاناة المدنيين القاطنين قرب خطوط التماس.

مقالات ذات صلة