إسطنبول تستضيف ورشة إحياء مخطوطات حلب ومكتبتها الوقفية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

انطلقت في مدينة إسطنبول أعمال ورشة العمل المتخصصة بعنوان “إحياء مخطوطات حلب ومكتبتها الوقفية”، بمشاركة نخبة من الشخصيات الرسمية والعلمية والمهتمين بالتراث الثقافي العربي والإسلامي، في فعالية تسعى لإعادة إحياء أحد أبرز رموز الذاكرة المعرفية في سوريا.

وحضر الورشة كل من محافظ حلب المهندس عزام الغريب، ووالي إسطنبول داود غول، ومدير دار المخطوطات في إسطنبول البروفيسور محمود مصري، إلى جانب عدد من الشخصيات المعنية بالتراث والوقف، في مقدمتهم إسماعيل حقي تاومان، رئيس وقف السلطان أحمد، والدكتور محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).

وتمحورت أعمال الورشة حول بحث آليات التعاون في صيانة وحفظ المخطوطات الوقفية العائدة لمدينة حلب، بالإضافة إلى إمكانية رقمنتها وإتاحتها للباحثين والمختصين، وذلك في إطار مشروع طويل الأمد يسعى لصون هذا الإرث الثقافي النادر من الضياع، بعد ما شهده من تهديد وتلف خلال السنوات الماضية.

وفي تصريح خاص لموقع سوريا 24، قال عبد الكريم ليلى، مدير إعلام حلب: “تأتي هذه الفعالية لإبراز أهمية المخطوطات التاريخية المرتبطة بمدينة حلب، وإحياء تراث مكتباتها الوقفية من خلال مشاريع الترميم والتوثيق، كما تهدف إلى تفعيل دور الباحثين والمختصين في هذا المجال وإعادة إحياء هذا الإرث الثقافي المهم”.

وشهدت الفعالية حضوراً رسميًا لافتًا، حيث افتُتحت بكلمات بحضور محافظ حلب المهندس عزام الغريب ووالي إسطنبول داود غول، وتناولت العلاقات التاريخية والثقافية السورية – التركية والتراث المشترك، لا سيما في مجال المخطوطات التي تعود إلى فترات تاريخية متشابهة بين سورية وتركيا.

وأكد عبد الكريم أن “الخطة الحالية تتضمن العمل على ترميم المخطوطات الموجودة في حلب، إلى جانب التنسيق مع الهيئات والمكتبات التي تحتفظ بنسخ تعود للمدينة، بهدف الاستفادة منها علميًا أو المطالبة باستعادتها عبر القنوات القانونية الرسمية”.

شارك في الفعالية أيضاً ممثلون عن جهات عديدة منها وقف السلطان أحمد الراعي الأساسي للفعالية، بالإضافة إلى مؤسسة دار العرفان، والمؤسسة السورية لحفظ الآثار، ووزارة الأوقاف، ومدير الثقافة في حلب.

كما حضر الدكتور المصري، أستاذ وخبير المخطوطات في جامعة محمد الفاتح الوقفية، وممثلون عن مؤسسة قطر، والمعهد الألماني للآثار في إسطنبول، ومؤسسة الآغا خان، والمكتبة السليمانية التي تمتلك واحدة من أكبر مجموعات المخطوطات في العالم، إلى جانب ممثلين عن مديرية الثقافة في إسطنبول والهلال الأحمر.

الورشة تشكّل نقطة انطلاق لمشروع طموح يعيد الاعتبار للمكتبات الوقفية في حلب، التي كانت منارات للعلم والمعرفة في العصور الإسلامية، وتسعى الجهات المنظمة إلى ترسيخ التعاون العربي – التركي في مجال صون التراث، كمدخل ضروري لحماية الهوية الثقافية، وضمان وصولها للأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة