بعد ستة أشهر…معرة النعمان بلا أفران ووعود قيد التنفيذ

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

رغم مرور أكثر من ستة أشهر على تحرير مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي وبدء عودة السكان تدريجيًا، ما تزال المدينة تفتقر إلى أحد أهم مقومات الحياة اليومية، وهي مادة الخبز.

ويعيش الأهالي أزمة حقيقية في تأمين هذه المادة الأساسية، نتيجة غياب فرن آلي يعمل داخل المدينة حتى الآن. ويضطر السكان للحصول على الخبز من مناطق مجاورة عبر مندوبين أو وسطاء، إلا أن الكميات غالبًا ما تكون غير كافية لتلبية احتياجات العائلات، فضلًا عن تدني جودة الخبز المجلوب مقارنة بما يُنتَج في الأفران المحلية.

يقول كرم أبو زيد، أحد العائدين إلى المدينة في حديث لسوريا 24: “الخبز الذي يصلنا اليوم ليس صالحًا للاستهلاك البشري، فهو هش ويتكسر بسرعة ويجف خلال ساعات”، ويضيف: “نحن لا نطلب أكثر من أبسط حقوقنا… الخبز، الكهرباء، والماء، وهي غير متوفرة حتى الآن”.

وتُقدَّر أعداد العائلات العائدة إلى معرة النعمان بنحو 4 آلاف عائلة، وفق قتيبة خلوف، مدير المكتب الإعلامي في المدينة، مع توقعات بازدياد العدد في ظل تواصل عودة النازحين. هذا التزايد في عدد السكان زاد الضغط على الموارد والخدمات المحدودة، وفاقم حجم الأزمة.

من جهتها، تشير إدارة منطقة المعرة إلى أن العمل جارٍ منذ مدة على تجهيز فرن آلي لإنتاج الخبز داخل المدينة، وأن المشروع بات في مراحله الأخيرة، مع توقّع تشغيله قريبًا. وأوضحت الإدارة أن التحرك بهذا الاتجاه سبق حتى الأزمة الحالية، لكن تسارع وتيرة عودة السكان جعل الحاجة إليه أكثر إلحاحًا.

عقبات أخرى في وجه الحلول

لا تقف التحديات عند غياب الفرن فحسب، إذ يشير عصام الإدلبي، أحد أبناء المدينة، إلى صعوبات كبيرة في تأمين موقع مناسب لإنشاء الفرن، موضحًا أن “أصحاب المحلات يطلبون أجورًا مرتفعة جدًا، الأمر الذي يصعّب على أي مستثمر أو جهة راغبة في تشغيل فرن جديد، البدء بالعمل”.

وفي جانب آخر من معاناة المدينة، ورغم افتتاح مستوصف طبي مؤخرًا، يرى الأهالي أن هذه الخطوة، وإن كانت إيجابية، غير كافية لتلبية احتياجات آلاف السكان، في ظل غياب مشافٍ ومراكز طبية متخصصة.

كما تشهد أسعار العقارات في المدينة ارتفاعًا ملحوظًا، ما يضع العائدين أمام تحدٍّ إضافي يتمثل في صعوبة تأمين مسكن، خاصة أن نسبة كبيرة منهم ما تزال بلا مأوى، ويعيش بعضهم في مخيمات عقب تدمير منازلهم خلال سنوات الحرب.

وفي هذا السياق، قال قتيبة خلوف في حديث لسوريا24 إنه تم عقد جلسة للجنة من أهالي المنطقة عصر اليوم لمناقشة أوضاع الخدمات في مدينة معرة النعمان، واصفًا الجلسة بأنها ناجحة ومثمرة، مشيرًا إلى أنه تم الإعلان خلالها عن بدء تنفيذ مشروع تركيب الفرن الجديد، الذي سيُخصّص لتأمين مادة الخبز للأهالي.

وأوضح خلوف أن الاجتماع تناول أيضًا مناقشة الخطط المستقبلية لإدارة المنطقة، إلى جانب استعراض أبرز المشاريع التي تم تنفيذها على الأصعدة الخدمية والتعليمية والصحية، وكذلك في قطاع المياه.

يُذكر أن أهالي معرة النعمان، الذين عادوا بأمل بدء حياة جديدة في مدينتهم، يطالبون بتسريع وتيرة العمل على توفير أساسيات الحياة، وفي مقدمتها الخبز، على أمل أن تعود مدينتهم للحياة من جديد بعد سنوات طويلة من القصف والنزوح.

مقالات ذات صلة