قرى ريف طرطوس: شكاوى متراكمة وآمال معلقة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

شكا عدد من سكان قرى ريف منطقة صافيتا في محافظة طرطوس، مطالبين بإيجاد الحلول للمشاكل التي تطال مختلف جوانب الحياة اليومية للمواطنين، وتبرز حالة الإهمال المزمن الذي تعاني منه هذه المناطق منذ عقود.

وأكد عدد من أعيان القرى على حجم المعاناة الحقيقية التي يعيشها سكان هذه القرى، بحسب ما تحدثوا به لمنصة سوريا ٢٤.

قرية المتراس: الفحم بدل التعليم

البداية كانت من قرية المتراس، حيث يعمل غالبية السكان في صناعة الفحم التقليدية منذ أجيال، بينما يعاني الشباب الخريجون من البطالة المستمرة وعدم وجود فرص عمل حقيقية، وفق محمد فائز منلا.

وأكد منلا في حديث لمنصة سوريا ٢٤، على أن هذا الواقع انعكس سلبًا على مستوى التعليم في القرية، إذ لجأ البعض إلى ترك الدراسة باكرًا والعمل في مهن موسمية أو تقليدية مثل البناء أو الزراعة.

ومن أهم الشكاوى:

  • نضوب الآبار الجوفية وتعطل شبكات المياه والكهرباء والهاتف.
  • عدم توفر صالة تعزية.
  • دعوة المستثمرين للاستفادة من المناظر الطبيعية الخلابة وتطوير سياحة بيئية.
  • إنشاء مشاريع توظيفية للشباب.
  • تحسين شبكة الهاتف المحمول والإنترنت.
  • دعوة الجمعيات الإغاثية لتقييم العائلات المحتاجة وإرسال لجان إحصاء.

عين دابش: مستوصف مغلق وخريجون بلا وظائف

وتقع قرية عين دابش في مكان استراتيجي داخل الريف، لكنها تنقسم إلى حيين: الغربي والشرقي. وفي كل منهما كرر السكان نفس الشكاوى، من بينها:

  • تعليق رواتب الموظفين سواء كانوا على رأس العمل أو متقاعدين.
  • انتشار الخريجين الجامعيين وقلة الوظائف المتاحة.
  • إغلاق مستوصف القرية رغم وجود كوادر طبية محلية.
  • استغلال المدارس الكبيرة لإنشاء صفوف ثانوية وتوظيف الخريجين فيها.
  • تفاقم مشكلات البنية التحتية (مياه، كهرباء، طرق).
  • ضرورة دعم القطاع الزراعي وتيسير القروض.
  • توفير وحدات جباية قريبة من المواطنين.
  • تحسين جودة الخبز وتخفيض سعره، خاصةً أن الفرن الوحيد “فرن عين عفان” في المنطقة لا يرضي المواصفات.

وأكد القس إلياس عدرا في حديث لمنصة سوريا ٢٤، وهو من الحي الشرقي، على أن مطالب المواطنين واحدة، وتشترك جميع القرى في هموم متقاربة.

خربة الجب: القمامة تنتظر 20 يومًا

في خربة الجب، عبّر المختار نواف إلياس في حديث لمنصة سوريا ٢٤، عن حاجة القرية إلى مشروع بناء المبرة المواجهة للكنيسة، والتي لم تكتمل.

كما طالب بتوفير جرارات لجمع النفايات التي تبقى أمام المنازل أحيانًا حتى 20 يومًا، وهو وضع غير صحي ولا إنساني. بالإضافة إلى ذلك، دعا إلى شق طريق زراعي يؤدي إلى السد الموجود في القرية.

قرية بعيت: حماية الأراضي من الرعي الجائر

أما في قرية بعيت، فأكد المختار أن مستوصف القرية كان يخدم ثلاث قرى قبل أن يتم إغلاقه، مما زاد من معاناة المرضى الذين يضطرون للسفر بعيدًا.

كما طالب بحماية أحراج الدولة وأملاكها من القطع العشوائي والرعي الجائر، وخاصةً من قبل البدو الرحالة.

وشدد على ضرورة السماح بإعادة تفعيل المنشأة الرياضية الموجودة في نهاية القرية والمسجلة رسميًا لدى الجهات المختصة.

بقية القرى: ذات المشاكل وذات الحلول

وتم التواصل مع أهالي قرى بدادا وكفر صنيف ودريكيش زريب والطليعي، حيث كانت الطلبات والمطالب واحدة: إنعاش الاقتصاد المحلي، وجذب الاستثمارات، وتوفير فرص عمل للشباب، وإصلاح شبكات المياه والهاتف والكهرباء، وإعادة تشغيل المرافق الصحية والتعليمية، بحسب ما نقل عنهم عبد الله علي أحمد، في حديث لمنصة سوريا ٢٤.

قرى مهملة منذ زمن النظام السابق

من جهته، قال عبدالفتاح الخطيب، مسؤول الوحدات الإدارية في مجلس محافظة طرطوس، إن وضع هذه القرى كارثي، وبنية تحتيتها مدمرة بالكامل”.

وأضاف في حديث لمنصة سوريا ٢٤، أن: “النظام السابق أهمَلَها تمامًا، ولم يبقَ منها إلا اسمها على الخريطة، وقد زرناها قبل ثلاثة أشهر، وكان الواقع أكثر سوءًا مما تخيلنا”.

وتابع: “هذه القرى ضمن خطتنا الخدمية الجديدة، وبعد إعادة هيكلة المحافظة وتنظيم الأمور الإدارية والمالية، سنبدأ بتحسين الخدمات بشكل حقيقي”.

وأوضح: “الريف كله في وضع خدمي سيء جدًا، لكننا عازمون على إعادة الحياة إليه، ولو تدريجيًا، لأن التحديات كبيرة، والموارد محدودة، ولكن لدينا الإرادة والإحساس بالمسؤولية”.

وبينما تنتظر قرى ريف طرطوس خطوات عملية تترجم كلمات المسؤولين إلى واقع ملموس، تبقى الأمل في قلوب الأهالي كبيرًا، رغم سنوات الإهمال والتجاهل.

وفي الوقت الذي تُبذل فيه الجهود لإعادة ترتيب الأولويات، فإن صوت هذه القرى الصغيرة لا يزال يصدح: “حان وقت التغيير”.

مقالات ذات صلة