مفوضية أممية: عودة اللاجئين السوريين تتصاعد في ظل أوضاع لا تزال هشّة

Facebook
WhatsApp
Telegram

سوريا 24 -متابعات

أفادت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بأن نحو مليوني سوري تمكنوا من العودة إلى مناطقهم الأصلية خلال الأشهر الماضية، وذلك بعد أكثر من عشر سنوات من التهجير والنزوح القسري إثر الحرب المستمرة في البلاد.

وبحسب الإحصاءات الرسمية التي نشرتها المفوضية في تقرير لها، فإن ما يقارب ربع سكان سوريا اضطروا للنزوح من ديارهم في أعقاب الصراعات المسلحة التي شهدتها البلاد منذ عام 2011.

ومع نهاية عام 2024، بلغ عدد اللاجئين وطالبي اللجوء السوريين خارج البلاد أكثر من 6.1 مليون شخص، فيما يعاني نحو 7.4 مليون نازح داخلي داخل الحدود السورية من ظروف معيشية صعبة.

ويأتي هذا التحول العكسي في حركة النزوح بعد سقوط النظام السابق في كانون الأول 2024، الذي أثار تفاؤلاً حذراً لدى كثير من السوريين المنتشرين في الداخل والخارج، وأعاد الأمل إلى قلوب من طالما حُرموا من حق العودة.

ومنذ بداية العام الجاري، سجلت المفوضية عودة أكثر من 500 ألف لاجئ سوري من دول الجوار والدول الغربية، بالإضافة إلى نحو 1.2 مليون نازح داخلي انتقلوا من مناطق النزاع إلى مناطقهم الأصلية أو مناطق أخرى آمنة داخل البلاد.

وعلى الرغم من هذا التحسن النسبي، أكدت المفوضية أن الأوضاع في سوريا لا تزال هشّة، وتتطلب دعماً دولياً مستمراً لإعادة بناء البنية التحتية المتضررة، واستعادة الخدمات الأساسية، وضمان استقرار الوضع الأمني والاقتصادي.

وأوضحت المفوضية أن حق العودة الطوعية الآمنة والكريمة هو حق أساسي لجميع اللاجئين، ويجب أن يُحترم دون أي ضغوط، مشيرة إلى أنها لا تشجع العودة في الوقت الحالي إلا ضمن إطار برامج مدروسة تضمن السلامة والكرامة.

لكن العديد من العائلات العائدة واجهت واقعاً مريراً على الأرض، حيث وجدت منازلها مدمرة أو متضررة بشكل كبير، فضلاً عن نقص الكهرباء والمياه، وانعدام الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، إضافة إلى الصعوبات الاقتصادية التي تمنعهم من إعادة تأهيل حياتهم.

ودعت المفوضية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار في سوريا، مؤكدة أن نجاح عملية العودة وتعافي البلاد يعتمدان بشكل مباشر على التضامن الدولي، والاستثمار طويل الأمد، واستمرار الدعم الإنساني.

وفي ظل هذه التحديات، تعمل المفوضية مع الشركاء المحليين والدوليين على توفير المساعدات الإنسانية العاجلة، ودعم العودة الطوعية عبر برامج تشمل المساعدات النقدية، وإعادة تأهيل المنازل، وتحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية، بهدف تمكين اللاجئين والنازحين من استعادة حياتهم بكرامة وأمان.

مقالات ذات صلة