في لحظة امتزجت فيها مشاعر الشوق بالأمل، شهد صباح اليوم الإثنين انطلاق قافلة عودة لمهجّري بلدة الهبيط جنوب إدلب، تحت عنوان “عودة وفاء وسلام”، بدعم من مديرية الشؤون الاجتماعية وجمعية “شام شريف”، وبإشراف إدارة كتلة حيش، ورعاية إدارة منطقة خان شيخون.
انطلقت القافلة من مخيم “هبيط الخير” عند الساعة 8:30 صباحًا، حاملةً على متنها 60 عائلة كانت قد نزحت قسرًا بفعل الحرب والدمار الذي حلّ بالمنطقة قبل أكثر من سبع سنوات. وقد مثّلت هذه العودة الرمزية بارقة أمل في إعادة نبض الحياة إلى البلدة، وسط مشاعر مختلطة من الفرح والترقب بين العائدين.
وأوضح مدير مخيم “هبيط الخير” في تصريح خاص لمنصة سوريا 24 أن هذه المبادرة تم تنفيذها بتنسيق مشترك مع إدارة الشؤون الاجتماعية وجمعية “شام شريف”، وبدعم مباشر من “أبو تركي”، بهدف تأمين وسيلة نقل للعائلات الراغبة في العودة إلى بلداتها بعد سنوات من النزوح. ولفت إلى أن كثيرًا من الأهالي عاجزون عن العودة بجهود ذاتية، نظرًا لارتفاع تكاليف النقل وصعوبة الظروف، ما يجعل مثل هذه المبادرات خطوة بالغة الأهمية في دعم مسار العودة.
من جانبه، أكد سامر رمضون، المسؤول الإغاثي في جمعية “شام شريف”، أن القافلة شكّلت جزءًا من مشروع متكامل يهدف إلى إعادة المهجّرين من المخيمات إلى بلداتهم في ريف إدلب الجنوبي، مشيرًا إلى أن العملية تمت بجهود متكاتفة من متبرعين وأهل الخير، وضمن خطة مستمرة تشمل قوافل لاحقة في مناطق أخرى.
أبو أحمد، أحد العائدين إلى الهبيط، عبّر عن مشاعره قائلًا: “العودة اليوم لا يمكن وصفها، هي فرحة كبيرة لي ولأطفالي الذين لم يعرفوا بلدتهم من قبل. سبع سنوات من النزوح انتهت أخيرًا، ونأمل أن تكون هذه بداية جديدة لنا جميعًا”.
ويأمل القائمون على المبادرة أن تكون هذه القافلة بداية لسلسلة من خطوات العودة، مدعومة بمشاريع خدمية وتنموية تضمن استقرار العائدين، في وقت لا تزال فيه آلاف العائلات تنتظر فرصًا مماثلة للعودة إلى ديارها بعد سنوات من المعاناة في المخيمات.