عدسات صغيرة وقضايا كبيرة: يافعات في عفرين يوثّقن الواقع بعدسات الأمل

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

احتضن مركز “ريليزمي” في مدينة عفرين يوم السبت معرضًا فنيًا حمل عنوان “عدسة وحكاية”، جاء مساحة للتعبير والإبداع لليافعات من أسر ضحايا الإخفاء القسري، واحتفالًا بإنجازاتهن بعد مشاركتهن في ورشتي تصوير وأعمال يدوية امتدتا لأسابيع.

قالت مديرة المركز، يسرى حيدر، في حديث خاص لمنصة سوريا 24، إن المعرض كان ثمرة جهود 20 فتاة يافعة، 12 منهن في ورشة الأعمال اليدوية، و8 في ورشة التصوير الصحفي، حيث قدّمن نتاجًا فنيًا وإنسانيًا يعكس تجاربهن ومشاعرهن حيال قضيتهن الخاصة.

ضمّ المعرض صورًا فوتوغرافية التقطتها الفتيات بأنفسهن، رافقتها أخبار وتقارير صحفية كتبنها حول تلك الصور، في محاكاة لتجربة المراسل الصحفي عبر عدسة الواقع. كما عُرضت منتجات يدوية شملت ديكورات منزلية، إكسسوارات، ورسومات مصنوعة من مواد بسيطة أو معاد تدويرها، عكست حسًا فنيًا مبتكرًا وتفاعلًا صادقًا مع مفاهيم البيئة والهوية.

تقول المدربة حنين السيد، في حديث خاص لمنصة سوريا 24: شاركت في المعرض الذي ضمّ صورًا التقطتها فتيات قمت بتدريبهن على التصوير الصحفي. ورغم أن أعمارهن تتراوح بين 12 و18 عامًا، فإن الأعمال كانت ناضجة بشكل لافت، حيث وثّقت الصور قضايا واقعية كعمالة الأطفال، دمار البلدات، آثار الزلزال، وموسم الورد، إلى جانب تحديات المهجّرين، والقمامة، والتغيرات المناخية، وحتى خطر وجود معمل قرب أحد المخيمات.

وأضافت: “أكثر ما أثار إعجابي أن هذه التغطيات لم تكن سطحية، بل حملت وعيًا حقيقيًا وانعكاسًا لمعاناة الفتيات وتجاربهن. التجربة أكدت لي مجددًا مدى وعي الجيل الذي نشأ في مناخ الثورة. ما شاهدته اليوم هو بداية لمسار تقوده فتيات قادرات على التعبير والمطالبة والتغيير”.

جاءت التحضيرات للمعرض بقيادة اليافعات أنفسهن، بدءًا من تجهيز المكان وتنسيق المطبوعات، وصولًا إلى دعوة الأهالي والمجتمع المحلي، ما ساهم في تعزيز روح القيادة والمبادرة لديهن، بحسب ما أكد المنظمون.

ووفقًا لحيدر، فإن هدف المعرض يتعدى الإبداع الفني، ليصل إلى تمكين اليافعات نفسيًا واجتماعيًا، وتزويدهن بالمعرفة الحقوقية حول قضية الإخفاء القسري، بوصفها إحدى أكثر القضايا ألمًا واستمرارًا في المجتمع السوري. كما سعى المعرض إلى خلق مساحة آمنة لليافعات للتعبير عن أنفسهن، والتواصل مع المجتمع، وبناء وعي جماعي قادر على حمل القضية نحو مسار العدالة الانتقالية.

وأضافت حيدر: “رسالة المعرض الأساسية هي أن الفتيات قادرات على التغيير. من حقهن أن يكنّ صوتًا قويًا في مجتمعاتهن، وأن يتجاوزن التحديات المرتبطة بالفقد والتهميش، وأن يحصلن على الدعم والتمكين الحقيقي”.

المعرض، الذي استمر أربع ساعات، شهد حضورًا لافتًا من الأهالي وأصدقاء المشاركات، إلى جانب عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني المحلية، مما أضفى أجواءً تفاعلية داعمة، بحسب ما وصفتها المشاركات.

واختُتمت الفعالية برسائل أمل عبّرت عنها الفتيات بأصواتهن، وسط تشجيع واضح من أسرهن، حيث اعتبرته المنظمات المشاركة خطوة أولى في سلسلة من الأنشطة الرامية إلى بناء جيل شاب واعٍ، قادر على حمل قضية المُغيّبين قسرًا نحو الضوء، كما جاء على لسان المدربتين حنين السيد (ورشة التصوير)، وروعة حيدر (ورشة الأعمال اليدوية).

مقالات ذات صلة