مع اشتداد موجة الحر التي تضرب البلاد، يعيش أهالي صحنايا وأشرفية صحنايا في ريف دمشق معاناة يومية نتيجة نقص حاد في المياه، وسط مطالبات متزايدة بتحسين واقع التزويد، وتذمر من بطء إنجاز المشاريع الخدمية المرتبطة بالشبكة.
شكاوى الأهالي: انقطاع متكرر وتأخر في التزفيت
يقول محمد المحمد، من سكان صحنايا، إن معاناة المياه ليست جديدة، لكنها ازدادت هذا الصيف بشكل واضح. ويضيف: “منذ شهرين بدأت أعمال الحفر أمام جامع سويد بهدف تحسين الشبكة، لكن الحفر لا تزال مفتوحة، ما يشكّل خطورة على الأطفال ويعيق حركة السير، دون أن نشهد حتى الآن استكمالًا لأعمال التزفيت”.
رغم وعود الجهات المعنية بحل الأزمة، لا تزال المعاناة على حالها، بحسب شهادات الأهالي. يقول محمد نحاس، أحد سكان المنطقة، إن الجهات المعنية “حفرت منذ شهرين على أساس أنهم سيحلّون المشكلة خلال شهر، وإلى الآن الحفر الكبيرة موجودة، بشكل مخيف”.
ويتابع أن تلك الحفر تُركت دون تغطية أو تزفيت: “على أساس حفَروا الأرض ومدّوا مشروع مياه، والأرض لم يُعد تزفيتها. الحمد لله، صرنا بلا ماء وأرض كلها غبرة…!”.
من جهتها، تلفت سلام الأحمد إلى ما تصفه بـ”غياب العدالة في التوزيع”، مشيرة إلى أن بعض الأحياء تُزوّد بالمياه أكثر من غيرها، وتقول: “أحيانًا ننتظر أسبوعًا أو أكثر لنحصل على ضخ المياه، بينما تصل مناطق أخرى مرتين أسبوعيًا، وهذا يسبّب حالة من الاستياء بين الأهالي”.
الاعتماد على الصهاريج… والحاجة تتضاعف
في ظل تراجع الضخ النظامي، يجد كثير من السكان أنفسهم مضطرين للاعتماد على الصهاريج، ما يُثقل كاهلهم بتكاليف إضافية. يقول أحد الأهالي: “ندفع شهريًا مبالغ كبيرة للحصول على مياه غير مضمونة الجودة، وقد تصل الكلفة إلى 600 ألف ليرة، وهو عبء لا تحتمله كثير من الأسر”.
رد مؤسسة المياه: تحسينات قيد التنفيذ
في حديث خاص لـ”سوريا 24“، أوضح المهندس عماد نعمة، معاون مدير مؤسسة مياه دمشق، أن تزويد منطقتي صحنايا وأشرفية صحنايا يتم حاليًا عبر محورين رئيسيين:
المحور الأول: يعتمد على ضخ المياه من خزانات المزة مرورًا بداريا، ويُخصّص لتزويد منطقة صحنايا بمعدل يومين في الأسبوع (السبت والأحد). وقد شهد المحور استقرارًا نسبيًا، باستثناء عطل تقني طارئ تم التعامل معه سريعًا في 14 حزيران.
المحور الثاني: يُغذي مناطق أشرفية صحنايا ومساكن الأشرفية والقرية الصغيرة، ويشهد حاليًا ضعفًا في فترات الضخ (لا تتجاوز الساعتين يوميًا)، نتيجة التقنين الكهربائي وتعطّل عدد من الآبار.
وأكد نعمة أن العمل جارٍ على إدخال خط كهرباء معفى من التقنين خلال الأيام القادمة، ما سيساهم في رفع ساعات الضخ إلى نحو 4 أو 5 ساعات يوميًا، بما ينعكس إيجابًا على واقع التزويد.
مشاريع وتحسينات مرتقبة
وحول أعمال الحفر الجارية، أوضح أن المشروع مرتبط بإنشاء شبكة جديدة تتبع لخزان “المسطبة”، تتضمن خمس غرف تفييش رئيسية، تم إنجاز ثلاثٍ منها حتى الآن. وأشار إلى أن الردم والتزفيت سيبدآن فور انتهاء العمل خلال أسبوع تقريبًا.
أما على مستوى مصادر المياه، فأكد أنه يتم العمل على صيانة أربع آبار قابلة للإصلاح، من ضمنها بئر “الساعاتي” الذي من المقرر أن تبدأ أعمال الصيانة فيه قريبًا.
مراقبة المخالفات ودور الضابطة المائية
أشار نعمة إلى أن الضابطة المائية تواصل عملها في ضبط استخدام المضخات غير النظامية، والاستجرار غير القانوني للمياه، وكذلك الاستخدامات التجارية غير المرخّصة، مؤكدًا أن هذه الممارسات تضر بالشبكة وتؤدي إلى عدم استقرار التوزيع.
تشير المؤسسة إلى أن تحسين التزويد في صحنايا وأشرفية صحنايا هو أولوية في الوقت الراهن، وسط ظروف تشغيلية صعبة. وتعمل على تنفيذ جملة من الإجراءات لتحسين الأداء، أبرزها: تشغيل خط كهرباء خاص بمركز ضخ “العقدة الثامنة”، وإدخال آبار جديدة إلى الخدمة، واستكمال تجهيز شبكة خزان “المسطبة” خلال الأشهر المقبلة، بما ينعكس إيجابًا على استقرار الخدمة وعدالتها.