الرقة: ارتفاع الطلب على “التبن” يعوّض خسائر المزارعين ويخلق فرص عمل

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

في ظل التراجع الكبير في إنتاج القمح بسبب الجفاف، اتجه العديد من مزارعي محافظة الرقة إلى الاستفادة من مخلفات الحصاد، عبر جمع القش وتحويله إلى تبن، وهو ما لاقى رواجًا واسعًا هذا العام بين مربي المواشي.

وأوضح عبود المحمود، البالغ من العمر 48 عامًا، من سكان قرية تشرين، لموقع سوريا 24، أن أغلب الحصادات هذا الموسم كانت مزوّدة بملحق خاص في مؤخرتها لإنتاج التبن مباشرة أثناء حصاد القمح، وذلك تلبيةً للطلب الكبير من مربي الأغنام الذين يحرصون على تخزين التبن في هذا التوقيت من العام.

وأشار المحمود إلى أن إنتاج الدونم الواحد من التبن يتراوح بين 300 إلى 400 كغ، بينما تتفاوت أسعار الطن الواحد من 50 إلى 100 دولار، ويتم بيعه مباشرة في الحقول بعد جمعه وتعبئته. وأضاف: “لقد غطى إنتاج التبن جزءًا من خسارتي هذا العام، إذ لم يتجاوز إنتاج دونم القمح لدي 250 كغ، وهو إنتاج غير كافٍ لتغطية تكاليف الزراعة.”

مربي المواشي يستغلون موسم الحصاد للتخزين

من جهتهم، يرى مربو المواشي أن موسم الحصاد هو الوقت الأنسب لشراء التبن وتخزينه لاستخدامه خلال فصل الشتاء، تجنبًا لارتفاع أسعاره لاحقًا.

وقال مرعي السعيد، البالغ من العمر 56 عامًا من قرية الأنصار، لـ سوريا 24: “دائمًا ما يكون التبن في موسم الحصاد أرخص بكثير من أي وقت آخر خلال السنة، لذا قمت بشراء كميات تكفي أغنامي حتى نهاية الشتاء.”

فرص عمل جديدة مرتبطة بالتبن

إنتاج التبن هذا الموسم لم يقتصر على تعويض جزء من خسائر المزارعين فحسب، بل ساهم أيضًا في توفير فرص عمل لعشرات السكان في المنطقة، لا سيما في مجالات التعبئة، النقل، والتحميل.

ورد الفايز، شاب يبلغ من العمر 30 عامًا من النازحين القادمين من ريف حمص ويقيم حاليًا في قرية رويان، أوضح لـ سوريا 24 أنه شكل فريقًا من الشبان والفتيات من أبناء المخيم للعمل في تعبئة التبن، مشيرًا إلى أن هذا النشاط وفر لهم مصدر دخل جيد. وقال: “بدأنا العمل في تعبئة ونقل التبن منذ بداية موسم الحصاد؛ الفتيات يتولين التعبئة، ونحن الشباب نتولى النقل إلى مستودعات المزارعين مقابل أجر يتم الاتفاق عليه مسبقًا.”

الزراعة وتربية المواشي: قطاعان مترابطان

يعتمد أكثر من 80% من سكان محافظة الرقة على قطاعي الزراعة وتربية المواشي، اللذين يشكلان ركيزة اقتصادية أساسية في المنطقة. ويُظهر الاتجاه نحو إنتاج التبن هذا العام مدى تكامل هذين القطاعين في مواجهة الأزمات المناخية والاقتصادية.

مقالات ذات صلة