تنوّع المناهج التعليمية
تميزت امتحانات شهادة التعليم الأساسي (التاسع) في محافظة الحسكة بخصوصية لافتة بسبب تنوع المناهج التعليمية المُعتمدة فيها. فقد أُقيمت الامتحانات بشكل متزامن في عدة مناطق بالمحافظة، لكن طبيعة المناهج اختلفت تبعًا للسيطرة الإدارية على كل منطقة.
ففي المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات (قسد)، أجرى الطلاب الامتحانات ضمن منهاجين أساسيين: الأول هو منهاج قسد الذي أعدّته هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية، والثاني هو منهاج الحكومة السورية الذي اختاره بعض الأهالي رغبةً منهم في استمرار المسار التعليمي الرسمي المُعترف به من قبل الدولة السورية.
أما في منطقة رأس العين التي تقع ضمن منطقة “نبع السلام”، فقد شهدت الامتحانات بدورها تعددًا مماثلاً للمناهج، حيث اعتمد الطلاب على منهاج المجالس المحلية، إلى جانب منهاج الحكومة السورية.
طبيعة الأسئلة والدوام الدراسي
وقد اختلفت طبيعة الأسئلة بين المناهج بشكل لافت؛ إذ أُجريت الامتحانات الخاصة بالمجالس المحلية بنظام الأتمتة (أسئلة اختيار من متعدد)، بينما أُجريت امتحانات منهاج الحكومة السورية بالنظام التقليدي التحريري.
وفي مناطق سيطرة قسد بمحافظة الحسكة، كان هناك سابقًا مدارس تتبع للحكومة السورية، إلا أنها أُغلقت بعد سقوط النظام، ما دفع الطلاب إلى الاعتماد على الدروس الخصوصية بشكل أساسي، علمًا أنهم لم يدرسوا أكثر من ثلاثة أشهر فقط في المدارس الحكومية قبل إغلاقها. وتجدر الإشارة إلى أن امتحانات الصف التاسع وفق منهاج قسد بدأت بتاريخ 14 حزيران الجاري، أي قبل ما يقارب أسبوع من انطلاق امتحانات منهاج الرسمي.
أعداد الطلاب والمراكز الامتحانية
وصرّح مصدر خاص من هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية لموقع سوريا 24 بأنّ عدد الطلاب الذين تقدّموا لامتحانات الصف التاسع والأحرار على منهاج قسد بلغ 454 طالبًا وطالبة، تم توزيعهم على 5 مراكز امتحانية في مدينتي الحسكة والقامشلي.
أما من جانب الحكومة السورية، فقد بلغ عدد الطلاب الذين تقدّموا لامتحانات الصف التاسع وفق منهاجها 26,445 طالبًا وطالبة موزعين على 20 مركزًا امتحانيًا بحسب مصدر من اللجنة المشرفة على الامتحانات من قبل وزارة التربية.
أما في منطقة رأس العين، فقد صرّح مدير التربية التابع للمجلس المحلي في المدينة لـ سوريا 24 بأن عدد الطلاب في المنطقة بلغ 1,409 طالبًا وطالبة، من بينهم 1,400 تقدّموا للامتحان وفق منهاج المجالس المحلي و9 فقط وفق منهاج الحكومة السورية، موزعين على ثلاثة مراكز امتحانية. وأوضح أن من بينهم 989 طالبًا حرًا و420 طالبًا من الطلاب النظاميين.
نظرة إلى المشهد التعليمي
ورغم تنوّع المناهج والجهات المشرفة على التعليم، سارت امتحانات الصف التاسع لهذا اليوم بشكل منظم وهادئ نسبيًا. وأعرب العديد من أولياء الأمور عن أملهم بأن تسهم الامتحانات في تحسين فرص أبنائهم لمواصلة مسيرتهم التعليمية مهما اختلفت المناهج.
في المحصلة، يُظهر هذا المشهد مدى تعقيد العملية التعليمية في محافظة الحسكة والمناطق المحيطة بها، حيث تتداخل الاعتبارات السياسية والعسكرية والإدارية مع تطلّعات الأهالي لتحقيق مستقبل علمي آمن لأبنائهم، آملين أن تستمر العملية الامتحانية بروح من المسؤولية والجدّية حتى نهاية الموسم الامتحاني.