يواجه مزارعو ريف دير الزور الغربي موسماً زراعياً صعباً هذا العام، مع تراجع واضح في زراعة الخضروات الصيفية، نتيجة لأسباب متعددة، يأتي في مقدمتها شح مياه نهر الفرات وعدم توفر مستلزمات الزراعة الأساسية.
تلف مساحات واسعة من الأراضي
وبحسب عدد من الفلاحين، فإن الاعتماد على مياه الآبار المالحة لسقاية المزروعات أدى إلى تلف مساحات واسعة من الأراضي، وانخفاض كبير في إنتاج الخضروات، مما انعكس سلباً على الأمن الغذائي المحلي، وزاد من الأعباء المعيشية للسكان.
الاعتماد على مياه الآبار الجوفية
الفلاح علي الخلف من بلدة حوايج ذياب شامية، الواقعة في الريف الغربي لدير الزور، أفاد بأن البلدة تضم نحو 9 آلاف قسم زراعي، يُسقى نصفها تقريباً بمياه الآبار الجوفية، التي تُعد غير صالحة للزراعة بسبب ملوحتها العالية.
وقال الخلف في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “هذه المياه تسببت في ظاهرة تُعرف محلياً بـ(الصبخ)، وهي تراكم الأملاح في التربة، مما أضعف الإنتاج وألحق ضرراً بالغاً بالمحاصيل”.
ودعا الخلف إلى دعم الزراعة في المنطقة من خلال إنشاء جمعيات زراعية تسهم في إيصال مياه نهر الفرات إلى أكبر قدر ممكن من الأراضي الزراعية.
ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات
من جانبه، أكد الفلاح عبود العكيرشي أن الموسم الحالي شهد إحجام عدد كبير من الفلاحين عن زراعة الخضروات الصيفية، بسبب غياب الدعم الحكومي وارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات، التي باتت نادرة أو تُباع بأسعار تفوق قدرة المزارعين.
وقال العكيرشي في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “تراجع الزراعة هذا العام أجبرنا على شراء الخضروات من الأسواق بأسعار مرتفعة، وهو ما لم نكن نضطر إليه في السنوات السابقة. أصبحنا نُحمَّل أعباء إضافية مع تدني الدخل وارتفاع التكاليف”.
وشدد على ضرورة تأسيس جمعيات زراعية فاعلة تعيد تنظيم القطاع الزراعي، وتوفر وسائل ري حديثة ومصادر مياه بديلة تدعم استدامة الإنتاج.
ويُعد ريف دير الزور من المناطق الزراعية الحيوية التي لطالما اعتمد عليها السكان في توفير احتياجاتهم من الخضروات والمنتجات الصيفية، إلا أن التحديات المتراكمة تهدد مستقبل الزراعة فيه ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الموسم المقبل.