تدمر: ستة أشهر على التحرير بلا دعم ولا إعادة إعمار

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

ما زالت مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، تعاني من غياب شبه كلي للدعم الرسمي الحكومي أو المحلي، رغم مرور أكثر من 6 أشهر على إعلان تحرير سوريا في كانون الأول/ديسمبر 2024.

وفي ظل هذا التجاهل، يعاني المدنيون من أوضاع تتسم بانعدام الخدمات الأساسية وغياب إعادة الإعمار، فيما تحاول مبادرات محلية متواضعة أن تكون جسراً لخدمة الأهالي.

كارثة الصرف الصحي ومياه لا تصل الأحياء

وحسب الناشط المدني محمد بهاء الدين، تبدو شوارع المدينة عبارة عن مستنقعات مياه صرف، وأزقة خانقة بالروائح الكريهة، بينما تفتقر معظم الأحياء إلى المياه النظيفة، خاصة في المناطق الشمالية التي لم تصلها قطرة ماء منذ أسابيع.

وأكد بهاء الدين في حديث لمنصة سوريا ٢٤، على أن “المدينة تعاني من كارثة صحية حقيقية بسبب عدم معالجة موضوع الصرف الصحي، حيث أصبحت المجاري تنسكب في الشوارع وتهدد الصحة العامة، وخاصة للأطفال وكبار السن”.

وأضاف: “مياه الشرب لم تصل الأحياء الشمالية منذ فترة طويلة، والأهالي يعتمدون على ما يمكنهم شراؤه من صهاريج أو استجراره من أماكن بعيدة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وظروف معيشية قاسية”.

غياب الموظفين ونقص الآليات

وتابع بهاء الدين: “ما زال ملف إعادة الموظفين الذين ارتبطوا بالثورة السورية معلقًا، برغم أن هؤلاء الأشخاص هم من أبناء المدينة ومن يمتلك الخبرة الحقيقية لإدارة دوائرها”. وأشار إلى أن “غياب هؤلاء الموظفين أدى إلى شلل في بعض المؤسسات الخدمية، ما ساعد في تفاقم الأزمة”.

وعن البنية التحتية، قال: “لا توجد آليات تركسات، ولا قلابات، ولا حتى صاروخ دفش لمياه المجارير، ولا شيء جديد يحدث في المدينة، لولا المبادرات الشعبية التي بدأت ترسم خطوات صغيرة نحو التعافي”.

طبيعة المنطقة الصحراوية أحد الأسباب

من جهته، أكد عبدالله العبد الكريم، عضو الإدارة المدنية بريف حمص الشرقي في حديث لمنصة سوريا ٢٤، أن “ما زال التجاهل يلاحق مدينة تدمر وما حولها بعد أكثر من 6 أشهر على تحرير سوريا”.

وأرجع العبد الكريم أسباب التدهور في الخدمات إلى “طبيعة المنطقة الصحراوية وبعدها الجغرافي الكبير عن مراكز المدن الرئيسية، مما يجعل عملية إيصال الدعم أكثر تعقيدًا”.

وأشار إلى أن “الدمار الواسع الذي خلفته سنوات القصف من قبل النظام السابق لا يزال يشكل تحديًا كبيرًا أمام أي جهود لإعادة تأهيل البنية التحتية”، مضيفًا أن “مخاطر تنظيم داعش المنتشرة في المناطق المحيطة تخلق بيئة غير آمنة، ما يعقّد من عمليات العمل والإعمار”.

مبادرات شعبية تحقق الإنقاذ الذاتي

ووسط هذا الواقع المرير، برز دور المجتمع المحلي بشكل لافت، حيث تحولت الجهود التطوعية إلى مصدر للإنقاذ الذاتي. فقد امتزجت الغيرة الوطنية بالنخوة المحلية، لتنتج نموذجًا فريدًا من نوعه في مسيرة التعافي الذاتي.

وشهدت الأسابيع الماضية انطلاق مبادرات محلية لتنظيف الشوارع وإصلاح بعض شبكات المياه، بمساعدة أفراد من أبناء المدينة، وبتمويل ذاتي أو عبر جمعيات خيرية صغيرة.

ورغم هذه الجهود، يبقى السكان يطلقون نداءات مستمرة إلى الجهات المعنية، سواء المحلية منها أو الدولية، لتقديم دعم حقيقي لإعادة تأهيل البنية التحتية وتفعيل مؤسسات الدولة.

مقالات ذات صلة