أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أن سوريا لا تزال تواجه تحديات هائلة جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد، داعياً إلى توفير دعم إنساني عاجل واستثمارات طويلة الأمد لإعادة بناء البنية التحتية ودعم العائدين إلى مناطقهم الأصلية.
وأعلن غراندي، في بيان صحفي، حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تلا انتهاء زيارته إلى سوريا والتي شملت عدداً من المحافظات: “أنهى زيارتي إلى سوريا، وجدتُ هناك تحديات كبيرة ولكن أيضاً بعض الأمل، وللمحافظة عليه، نحتاج بشكل عاجل إلى الإغاثة الطارئة لدعم العائدين إلى منازلهم وحياتهم المدمرة، والاستثمارات طويلة الأمد للمساعدة على إعادة بناء بلدٍ يتعافى بعد حربٍ طويلة. كلاهما ضروري”.
وزار غراندي مدن حلب وإدلب، حيث التقى بعدد من السوريين الذين قرروا العودة إلى ديارهم رغم الظروف الصعبة.
وأشار إلى أن المفوضية تقدم منحاً صغيرة للمشاريع المحلية لمساعدة العائدين على استعادة حياتهم، ومن بينهم مواطن سوري يدعى محمد أعاد افتتاح محله لبيع الفلافل بفضل الدعم الذي تقدمه المفوضية.
وقال غراندي: “في حلب وإدلب، التقيت بسوريين عائدين ممن حصلوا على منح المفوضية للمشاريع الصغيرة – مثل محمد الذي أعاد افتتاح محله لبيع الفلافل”.
وتابع: “نقوم أيضًا بإعادة بناء المنازل، وتوفير وسائل النقل، وتقديم المساعدات النقدية الطارئة. لكن ذلك لا يزال قليلًا جدًا مقارنة بحجم الاحتياجات”.
كما زار غراندي منطقة درعا جنوبي سوريا، حيث شهد عودة عدد من اللاجئين السوريين الذين كانوا مقيمين في الأردن. ووصف قرارهم بالعودة بأنها “خطوة شجاعة”، مشيداً برغبتهم في إعادة بناء حياتهم رغم الظروف الصعبة.
وأضاف: “في درعا، شهدتُ عودة بعض اللاجئين السوريين من الأردن، وتأثرتُ بقرارهم الشجاع بالعودة وإعادة بناء حياتهم في مكان دمرته الحرب”.
وزاد قائلاً: “أحد العائدين قال لي: ’نعود لأننا نحب بلدنا’. تعمل المفوضية مع السلطات السورية لتقديم الدعم للعائدين”.
ورغم الجهود التي تبذلها المفوضية والمنظمات الإنسانية الأخرى، حذّر غراندي من أن “الاحتياجات تظل هائلة”. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 15 مليون شخص داخل سوريا يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، بينما يقدر عدد النازحين داخلياً بأكثر من 6 ملايين شخص.
وتبقى العودة الطوعية للاجئين والنازحين قضية معقدة، تتطلب ضمانات أمنية وخدمات أساسية وبنية تحتية تم تدمير معظمها خلال سنوات الحرب. وشدد غراندي على أن أي عودة يجب أن تكون آمنة وكريمة وطوعية.
وفي ختام تصريحاته، دعا غراندي المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لدعم الشعب السوري، قائلاً إن “العالم لا يمكن أن يقف متفرجاً أمام المعاناة المستمرة للشعب السوري. نحن بحاجة إلى التزام حقيقي وموارد كافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة، وإطلاق عمليات إعادة إعمار مستدامة تعيد للسوريات والسوريين أملهم في مستقبل أفضل داخل بلادهم”.
وتتزامن زيارة غراندي مع تصاعد الأصوات المطالبة بضرورة ربط المساعدات الإنسانية بجهود إعادة الإعمار والتنمية بعيدة المدى.