تشهد منطقة حويجة صقر، الواقعة ضمن مدينة دير الزور، عودة تدريجية للحياة بعد سنوات طويلة من الدمار والنزوح الذي فرضته الحرب وسنوات سيطرة النظام وميليشياته على المنطقة.
عودة رغم التحديات
هذه العودة جاءت عقب سقوط النظام السابق، حيث بدأ الأهالي بالعودة الطوعية إلى ديارهم رغم الظروف الصعبة وندرة الخدمات.
تُعد حويجة صقر من المناطق التي تضررت بشدة خلال سنوات الحرب، إذ تعرضت لقصف ممنهج تسبب في دمار واسع للبنى التحتية والمباني السكنية، وأجبر مئات العائلات على مغادرتها هرباً من بطش النظام السابق، حسب مراسل منصة سوريا ٢٤ في المنطقة.
واليوم، وبعد أكثر من عقد من التهجير، بدأت ملامح الحياة تدبّ من جديد في هذه المنطقة المنكوبة.
إعادة الحياة بإمكانات محدودة
يقول قاسم الحمادة، البالغ من العمر 60 عاماً وأحد سكان الحويجة في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “نزحت مع عائلتي في عام 2014 بسبب القصف العنيف من النظام البائد، وتنقلنا لسنوات طويلة في النزوح، وواجهنا ظروفاً قاسية”.
وأضاف: “بعد سقوط النظام السابق عدنا إلى منزلنا المدمر، وقررنا إعادة الحياة بإمكانياتنا المحدودة، وقمنا بترميم البيت قدر المستطاع، وزرعت بعض الخضار حوله. نؤمن أن الحياة يمكن أن تُبنى من جديد، مهما كانت الإمكانيات بسيطة”.
ورشة إعادة إعمار رغم التحديات
من جانبه، أكد وائل جاسم الصالح، وهو عامل في مجال البناء السكني، أن حركة البناء والإصلاح بدأت تعود تدريجياً إلى المدينة.
وتابع في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “رغم الدمار الكبير الذي طال معظم أحياء حويجة صقر، إلا أن عودة الأهالي بعد سقوط النظام شكّلت بداية واضحة لمسيرة إعادة الإعمار. بدأنا نلاحظ ورشات الترميم والبناء تعود، والمحال التجارية تفتح أبوابها مجدداً”.
ويشير عدد من السكان إلى أن عودة الحياة لا تزال تواجه عقبات، خصوصاً ضعف البنية التحتية وقلة الخدمات الأساسية، لكنهم يعوّلون على جهود المجتمع المحلي وإصرارهم على تجاوز آثار الحرب والدمار.
تُمثّل حويجة صقر اليوم نموذجاً مصغراً عن المدن السورية التي بدأت تنهض من تحت الركام بعد سنوات من القمع والخراب. وبين أنقاض الماضي، يصرّ سكانها على صناعة مستقبل جديد بأنفسهم، رغم التحديات.