إدلب : فرع الهجرة والجوازات يعود للعمل وسط إقبال من الأهالي

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

شهدت محافظة إدلب في الأول من حزيران/يونيو 2025 بدء العمل بشكل رسمي على استخراج جوازات السفر من فرع الهجرة والجوازات التابع لوزارة الداخلية، بعد إعادة افتتاحه في 31 أيار/مايو، عقب توقف دام تسع سنوات نتيجة الأوضاع الأمنية السابقة. وجاء افتتاح الفرع ليستجيب لحاجة الأهالي، ويخفف عنهم عناء السفر إلى محافظات أخرى كدمشق أو حلب للحصول على الوثائق الرسمية.

وفي حديث لمنصة “سوريا 24“، أكد صهيب حبيب رئيس فرع الهجرة والجوازات في إدلب، أن العمل يسير وفق الآلية ذاتها المتبعة في باقي المحافظات، مشيرًا إلى أن الجواز المتوفر حاليًا هو الجواز الفوري فقط، وصلاحيته ست سنوات. وأوضح أن الحالات الطارئة والإنسانية يمكنها الحصول على الجواز الفوري في نفس اليوم، بعد تقديم الثبوتيات اللازمة وتقييم الحالة.

وحول رسوم إصدار الجوازات، بيّن أن الجواز العادي يكلف 300,000 ليرة سورية (حوالي 30 دولارًا)، في حين يبلغ سعر الجواز البطيء 400,000 ليرة، أما الجواز الفوري فيصل إلى مليوني ليرة سورية (نحو 200 دولار). كما أكد أن السوريين المقيمين خارج القطر لا يحتاجون إلى حجز إلكتروني، ويُسمح لأقاربهم حتى الدرجة الرابعة بتقديم الطلبات نيابةً عنهم.

وكشف حبيب أنه منذ افتتاح الفرع إلى اليوم، تم إصدار 951 جواز سفر للأشخاص داخل القطر، و882 جواز سفر لأشخاص خارج القطر قدمها ذووهم، وهو ما يعكس إقبالاً واضحًا من قبل السكان على الاستفادة من هذه الخدمة.

إقبال رغم ارتفاع التكلفة

تشير المحامية أسماء نعسان من مدينة إدلب إلى أن الإقبال في الأيام الأولى كان محدودًا نسبيًا بسبب توفّر نوع واحد فقط من الجوازات وهو “الفوري” عالي التكلفة، ما دفع كثيرين للانتظار لحين تفعيل أنواع أخرى مثل الجواز العادي أو المستعجل. وأضافت أن غالبية المراجعين في تلك الفترة كانوا من ذوي المغتربين الراغبين بإصدار جوازات لأولادهم.

رغم ذلك، أثنت أسماء على سلاسة الإجراءات، مشيرة إلى أن “تعامل الموظفين كان راقياً ومراعياً، فكل خطوة كانت تُنفذ باهتمام واحترام، وحتى الإجراءات المتكررة مثل تصوير الوثائق أو التقاط الصور الشخصية تمّت بلطف دون تذمر”. كما أشادت بدور عناصر الأمن عند مدخل الفرع في الحد من تدخل السماسرة وضبط التنظيم الداخلي.

ورغم الارتياح العام، لفتت أسماء إلى بعض الملاحظات، أبرزها الحاجة لتوفير استديو تصوير الوثائق والهويات بالقرب من مبنى الهجرة والجوازات، لتسهيل الإجراءات على كبار السن والمرضى الذين يترددون على الفرع.

معاناة السفر باتت من الماضي

من جانبها، تحدثت سوسن الحسين، وهي صحفية مقيمة في مدينة إدلب، عن معاناتها الشخصية مع استخراج جواز السفر قبل افتتاح فرع الهجرة والجوازات في المحافظة، إذ اضطرت قبل نحو شهر فقط للتوجه إلى محافظة حماة من أجل إنجاز المعاملة، ما كلفها مبالغ مالية كبيرة وجهداً إضافياً.

تقول سوسن في حديثها لـ “سوريا 24“:

“اضطررت للسفر إلى حماه ذهابًا وإيابًا، وتحملت عناء الطرق والتكاليف المرتفعة  ناهيك عن التعطيل في عملي. كل ذلك فقط لأجل استخراج جواز سفر كنت بأمسّ الحاجة إليه”.

وترى أن افتتاح الفرع في إدلب شكّل ارتياحًا حقيقيًا للأهالي، خاصة كبار السن والمرضى الذين كانوا يواجهون صعوبات كبيرة في التنقل إلى المحافظات الأخرى. وأضافت: “هذه الخطوة وفرت على آلاف العائلات عبء التنقل والتكاليف، وأعادت جزءًا من الشعور بالاستقرار والخدمة المحلية. كصحفية ومواطنة، أعتبر أن إعادة تفعيل هذه الدوائر الخدمية خطوة مهمة في طريق إعادة الحياة المدنية الطبيعية إلى المنطقة”.

وتختم سوسن حديثها بالتأكيد على ضرورة تطوير البنية المحيطة بالمبنى، وتوسيع الخدمات لتشمل الجوازات العادية والبطيئة، بما يُتيح لجميع المواطنين إمكانية إنجاز معاملاتهم دون ضغوط مادية أو زمنية.

ونشرت الجهات المعنية اليوم الأربعاء  إجراءات الحصول على جواز السفر من فرع الهجرة والجوازات في محافظة إدلب للمغتربين خارج القطر، إذ يتطلب مجموعة من الوثائق الأساسية، أبرزها البطاقة الشخصية أو إخراج قيد يتضمن صورة شخصية ومصدق من المختار. كما يُطلب تقديم بيان عائلي لإثبات صلة القرابة، أو وكالة قانونية موثّقة من السفارة في حال عدم وجود صلة قرابة مباشرة. ويشترط أيضاً إرفاق صورتين شخصيتين حديثتين بخلفية بيضاء، إلى جانب صورة عن الإقامة وصورة طولية التُقطت بجانب مبنى حكومي بالنسبة للأشخاص الذين غادروا البلاد بطريقة غير شرعية. وتُجرى مكالمة فيديو لتحديد الموقع الجغرافي لصاحب الطلب، إضافة إلى التحقق من الجواز السابق إن وُجد، عبر صورة عنه ومكالمة تحقق مرئية. أما في حال كان المتقدم دون سن 18 عاماً، ولا يقدّم الطلب الأب أو الجد لأب، فيُشترط تقديم وثيقة وصاية شرعية.

أما بالنسبة إلى إجراءات الحصول على جواز السفر من فرع الهجرة والجوازات في محافظة إدلب للمقيمين داخل القطر فتشترط الجهات المعنية في إدلب حجز موعد مسبق عبر المنصة الإلكترونية قبل التوجّه لتقديم طلب الحصول على جواز السفر. وتشمل الوثائق المطلوبة البطاقة الشخصية، أو إخراج قيد مرفق بصورة ومصدق من المختار (ويُلغى إخراج القيد في حال توفرت البطاقة الشخصية). كما يُطلب تقديم صورتين شخصيتين ملونتين بخلفية بيضاء. وفيما يخص القاصرين دون سن 18 عاماً، يُشترط إحضار وصاية شرعية صريحة في حال لم يكن الكفيل هو الولي الشرعي (الأب أو الجد لأب)، وتُعد هذه الوصاية ضرورية لإتمام إجراءات استخراج الجواز وتأشيرة الخروج.

 يعكس افتتاح فرع الهجرة والجوازات في إدلب خطوة بالغة الأهمية في سياق تعزيز الخدمات الحكومية في المحافظة، ويبدو أن التجربة الأولى تبشر بتحسن ملموس، رغم بعض التحديات التي تحتاج إلى معالجة لضمان خدمة آمنة وسريعة وذات جودة لجميع المواطنين. وكان مبنى الهجرة والجوازات في إدلب قد خرج عن الخدمة في عام 2015، ما اضطر آلاف المواطنين إلى مراجعة المحافظات الأخرى لإنجاز معاملاتهم، وسط تحديات لوجستية ومعيشية صعبة.

مقالات ذات صلة