مدلول العزيز: سيرة طويلة من الفساد وتقاطعات النفوذ ..في قبضة وزارة الداخلية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

ألقى الأمن الداخلي في دمشق القبض على مدلول عمر العزيز، اليوم الاربعاء في تطور لافت يُرجّح أن يكون بداية صفحة جديدة من الملاحقات القانونية بحقه، بسبب قضايا فساد وتهريب طالما لاحقته. يختصر اسم العزيز سيرة طويلة من ميادين القتال إلى عالم المال والأعمال، ثم إلى أروقة السلطة التشريعية.

من التشليح إلى القتال المسلح

وفق مصادر خاصة لـ”سوريا 24″، برز اسم مدلول العزيز لأول مرّة عام 2012 في محافظة الحسكة، إذ كان يشكّل فصيلًا مسلحًا أقرب إلى عصابة “تشليح” تستولي على الممتلكات وتقطع الطرق. وفي ذلك العام، اعتقد الأمن العسكري السوري التابع للنظام أن مجموعته تتبع “الجيش الحر”، فتحرّك من مدينة رأس العين إلى مخفر قرية العالية بريف رأس العين واشتبك معهم، ما دفع مدلول إلى الفرار وترك سيارته الجيب الحمراء التي استولى عليها الأمن العسكري، كما قُتل اثنان من عناصره أثناء المواجهة. بعد أيام، أعاد الأمن السوري سيارته له من القامشلي، ليستأنف أنشطته من جديد.

عقب ذلك، استغل العزيز حالة الفراغ الأمني بعد انسحاب قوات النظام من صوامع أبو خشب بريف دير الزور، فسيطر عليها وفرض سطوته على المنطقة، حيث بدأ بعمليات التشليح على المدنيين والعابرين، ثم لاحقًا على منافسيه.

الانضمام إلى جبهة النصرة ثم تسليم المنطقة

لاحقًا، لاحقته جبهة النصرة وأجبرته على الانضمام إلى صفوفها، فاستلم مناطق واسعة من ريف دير الزور، من الجزرة إلى الصالحية، بصفة “أمير” ميداني. لكنّ سيطرة تنظيم داعش لاحقًا على دير الزور أجبرته على الهرب إلى تركيا، حيث قضى فيها نحو شهرين، ثم عاد إلى سوريا بعد أن أجرى تسوية أمنية مع النظام السوري.

من وكيل القاطرجي إلى عضو مجلس الشعب

بعد عودته إلى سوريا، استثمر مدلول علاقاته المتشابكة ليتحوّل إلى رجل أعمال مكلّف من النظام، وعمل وكيلاً لحسّام القاطرجي بين عامي 2014 و2020، متخصصًا بتهريب النفط من مناطق قوات سوريا الديمقراطية إلى مناطق سيطرة النظام. ثم أسّس شركته الخاصة “شام العزيز” عام 2019، حيث امتلك 99% من أسهمها، ووسّع من نشاطه ليشمل الاستيراد والتصدير وتجارة المشتقات النفطية ومواد البناء.

في انتخابات مجلس الشعب السوري (2020–2024)، حاز العزيز على مقعد عن دير الزور، كما أصبح رئيسًا لنادي الفتوة الرياضي، لينسج من خلاله شبكة واسعة من العلاقات مع شخصيات أمنية وعسكرية رفيعة المستوى.

أذرع النفوذ الإيراني وشراكات المعابر

تذكر تقارير أمنية أن العزيز كان من أذرع النفوذ الإيراني في دير الزور، وعلى صلة وثيقة بضباط أمنيين كبار، إلى جانب استلامه بالتعاون مع أولاد أخته معبرًا يربط مناطق سيطرة قوات النظام السابق ومناطق قوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور. كما سعى إلى التفاهم مع قوات سوريا الديمقراطية بعد سقوط نظام الأسد، حيث فر باتجاه مناطق “قسد”، واعتُقل هناك لمدة 25 يومًا، ثم أُفرج عنه لاحقًا لينتقل إلى دمشق ويتابع أعماله من هناك.

الاعتقال ومصير مجهول
باعتقاله اليوم من قبل الأمن الداخلي في دمشق، يُفتح مجددًا ملف مدلول العزيز المليء بالتحولات والاتهامات، من ميادين القتال إلى التجارة، مرورًا بفضائح تهريب النفط ومقتل المهندسين العاملين لدى القاطرجي، ووصولًا إلى أروقة مجلس الشعب السوري.

مقالات ذات صلة