تشهد مدينة الرقة ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الأسمدة الزراعية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران، ما أثار قلق المزارعين والمنتجين المحليين بسبب تأثير ذلك على تكاليف الإنتاج وجودة المحاصيل.
زيادة كبيرة في الأسعار
سجل سعر طن الأسمدة في الرقة خلال الأسابيع الماضية ارتفاعًا بنسبة تراوحت بنحو 30%، ما شكل أعباء مالية إضافية على المزارعين الذين يعتمدون على هذه المادة الحيوية لضمان جودة وكمية الإنتاج الزراعي في المنطقة.
اضطرابات سلاسل الإمداد والتأثير على الأسواق
يرجع ارتفاع الأسعار إلى عدة عوامل، من أبرزها زيادة تكاليف النقل بسبب المخاطر الأمنية وتعطل الطرق التجارية والتوزيعية، إضافة إلى تأثير العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، التي تُعد من أهم مصدّري المواد الخام الداخلة في صناعة الأسمدة بالمنطقة.
دعوات إلى بدائل زراعية مستدامة
في تصريح خاص لسوريا 24، أشار مسؤول في لجنة الزراعة التابعة للإدارة الذاتية في الرقة إلى حجم التحديات التي تواجهها المنطقة قائلًا: “نحن نواجه تحديات جمة بسبب الارتفاع المفاجئ في أسعار الأسمدة، ونعمل على تسليط الضوء على أهمية البحث عن بدائل وأساليب زراعية مستدامة تساعد على تقليل الاعتماد على الأسمدة التقليدية”.
قلق المزارعين من آثار ارتفاع الأسعار
عبّر المزارع حسن العلي (47 عامًا)، في تصريح خاص لسوريا 24، عن معاناته قائلًا: “الزيادة في أسعار الأسمدة ستؤثر بشكل كبير على قدرتنا على زراعة الأراضي كما اعتدنا، ما يدفعنا إلى تقليل استخدام الأسمدة، الأمر الذي سيؤثر سلبًا على جودة المحصول في الموسم القادم”.
في السياق ذاته، أكد المزارع سامي الكردي، الذي يعمل في القطاع الزراعي منذ أكثر من عشرين عامًا، أن المزارعين يمرون بظروف صعبة، موضحًا أن الأسمدة أساسية لنجاح المحاصيل. وأضاف: “ارتفاع الأسعار بهذا الشكل يضغط على جميع المزارعين، خاصة أصحاب المساحات الصغيرة، وقد نضطر إلى تقليل المساحات المزروعة في الموسم المقبل أو البحث عن حلول أخرى”.
تهديد الأمن الغذائي وزيادة الأسعار
تأتي هذه التطورات وسط مخاوف من تأثير ذلك على الأمن الغذائي في الرقة والمناطق المحيطة بها، إذ يُتوقع أن يؤدي ارتفاع تكاليف الأسمدة إلى زيادة أسعار المنتجات الزراعية والسلع الأساسية، ما يزيد من معاناة السكان، خاصة الفئات الأكثر ضعفًا.
الحاجة إلى جهود محلية ودولية عاجلة
في الختام، يبقى وضع الأسمدة في الرقة مرتبطًا بالتطورات التي يشهدها النزاع بين إسرائيل وإيران وتغيرات الأسواق العالمية، ما يستدعي جهودًا منسقة من الجهات المحلية والدولية لضمان استمرار الإنتاج الزراعي وتحقيق الاستقرار الغذائي في المدينة.