ألقت وزارة الداخلية، أمس الأربعاء، القبض على اللواء الطيار ميزر صوان، أحد أبرز الضباط المتهمين بارتكاب مجازر وانتهاكات واسعة بحق المدنيين السوريين، لا سيما في الغوطتين بريف دمشق، حيث عُرف بلقب “عدو الغوطتين” نظرًا لدوره المباشر في قيادة الغارات الجوية التي أوقعت آلاف الضحايا.
ويُعد صوان من أبرز الأسماء التي أدرجها الاتحاد الأوروبي على قوائم العقوبات، لدوره المباشر في قمع السكان المدنيين، وتنفيذ هجمات جوية على مناطق سكنية انطلاقًا من قواعد جوية تابعة للفرقة الجوية “20” التي تولى قيادتها، وباستخدام طائرات حربية ومروحية شاركت في قصف مدن، وبلدات الغوطة وريف دمشق وحماة.
وفي شهادة خاصة لمنصة سوريا ٢٤، قال الناشط الإعلامي “طارق الغوطاني”، وهو من أبناء الغوطة الشرقية، إن صوان لم يكن مجرد آمر عسكري، بل كان قائدًا مباشرًا لسرب الطائرات الحربية سوخوي‑24، المعروف بسرب 696، قبل أن يصبح قائد الفرقة الجوية “20” في مطار الضمير، مشيرًا إلى أن هذه التشكيلات العسكرية نفذت آلاف الغارات الجوية على مناطق مدنية، أبرزها في الغوطتين وريف دمشق وحماة.
وأكد الغوطاني أن ميزر صوان أصدر أوامر واضحة ومباشرة بـ”مسح مناطق كاملة في الغوطة من الوجود”، منها بلدة دير العصافير، وذلك خلال الحملة الجوية المكثفة بين عامي 2015 و2018. وأضاف أن الطيران الحربي بقيادته نفذ هجمات بالغازات السامة، مثل الكلور والسارين، في مدن مثل اللطامنة بحماة عام 2017، ودوما بالغوطة في 2018، مشيرًا إلى أن معظم الغارات انطلقت من مطار الضمير تحت إشرافه المباشر.
ومن بين أبرز المجازر التي اتهم الغوطاني اللواء صوان بالمسؤولية عنها:
• مجزرة ساحة الغنم في دوما بتاريخ 16 آب 2015، والتي أسفرت عن استشهاد 110 مدنيين.
• مجزرة دوما الثانية بتاريخ 5 شباط 2015، راح ضحيتها 85 مدنيًا.
• مجزرة سوق كفر بطنا بتاريخ 18 شباط 2018، أسفرت عن مقتل 82 شخصًا.
• مجزرة كازية المليحة التي سقط فيها 80 شهيدًا.
• مجزرة سوق حمورية عام 2015 التي خلّفت نحو 110 شهداء.
• مجزرة سوق عربين عام 2017 التي أودت بحياة 45 مدنيًا.
• مجزرة مفرق حزة – المعبر الإنساني خلال الحملة الأخيرة على الغوطة، والتي خلّفت 146 شهيدًا.
وأشار الغوطاني إلى أن الحملة العسكرية الأخيرة على الغوطة عام 2018 وحدها خلّفت أكثر من 2075 شهيدًا، معظمهم جراء القصف الجوي، مضيفًا أن الطيران الحربي بقيادة صوان لعب الدور الأبرز في تنفيذ هذه الغارات الدموية.
ويُذكر أن ميزر صوان كان قد تولى قيادة الفرقة الجوية “20” بعد عام 2011، ما جعله في موقعٍ يتيح له إصدار الأوامر العسكرية المباشرة للطيران الحربي بقصف المناطق الثائرة ضد النظام، لا سيما في غوطتي دمشق، وقد شارك فعليًا بقيادة طائرته في عدة غارات دموية.
وبحسب الغوطاني الذي عمل على توثيق جرائم ضباط النظام، فإن صوان ينحدر من عائلة فلسطينية الأصل استقرت في سوريا بعد نكبة عام 1948، وتحديدًا في قرية المال بريف القنيطرة الشرقي.