ولادة الجالية السورية في فرنسا: خطوة نحو تنظيم السوريين في المهجر

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

شهدت العاصمة الفرنسية باريس حديًا لافتًا يوم أمس السبت تمثّل في الإعلان الرسمي عن تأسيس الجالية السورية في فرنسا، وبمشاركة واسعة من أبناء الجالية الذين قدموا من مختلف المدن الفرنسية، وبحضور حشد من السوريين المقيمين وعدد من وسائل الإعلام، بينها منصة “سوريا 24”.

وتُعدّ هذه الخطوة تتويجًا لجهود متراكمة استمرت لأشهر، وأسفرت عن تشكيل أول إطار ديمقراطي تمثيلي مستقل للسوريين المقيمين في فرنسا، يهدف إلى تعزيز الاندماج، وبناء صلة دائمة بين أبناء الجالية ووطنهم الأم.

لجنة تحضيرية عملت لأشهر

يؤكد القائمون على مشروع الجالية أنهم بدأوا العمل على الفكرة منذ بداية العام الحالي، من خلال مجموعة صغيرة شكّلت النواة الأولى، ثم توسعت تدريجيًا وصولًا إلى يوم المؤتمر، الذي شهد الإعلان الرسمي عن ولادة الجالية.

وأوضح محمد الحريث، عضو اللجنة التحضيرية، في تصريح لـ”سوريا 24″، أن المؤسسين تلقوا حوالي 1700 طلب انتساب، وتم إجراء محادثات مطوّلة حول أهداف الجالية عبر تطبيق واتساب، بمشاركة سوريين من 23 مدينة فرنسية.

وأضاف أن المؤتمر التأسيسي أسفر عن تشكيل لجنة تحضيرية من 25 عضوًا، ثم أُجريت أول انتخابات على مستوى العاصمة باريس، شارك فيها قرابة 250 عضوًا، وأسفرت عن انتخاب هيئة عامة مكونة من 37 عضوًا للمشاركة في المؤتمر العام.
وتابع: “انتخابات الإدارة العامة للجالية التي جرت اليوم ضمّت 220 عضوًا يمثلون مختلف فروع الجالية في فرنسا، وأسفرت عن انتخاب مجلس إدارة مكوّن من 25 عضوًا”.

السوريون يختارون بحرية

وشهد المؤتمر مناقشة بنود النظام الداخلي، الذي تم إقراره مع التحفظ على بعض النقاط الخلافية، ثم انطلقت انتخابات اختيار مجلس الإدارة بمشاركة ممثلي أمانات المدن الفرنسية.

بلغ عدد المشاركين في الانتخابات 220 عضوًا قدموا من مختلف المدن الفرنسية، وأسفرت النتائج عن انتخاب 25 عضوًا لمجلس الإدارة، بينهم 7 من باريس و18 من بقية المدن.

من جهته، عبّر الدكتور حسن العبد الله، أحد الفائزين بانتخابات مجلس إدارة الجالية، عن سعادته بما وصفه “تحولًا نوعيًا في تمثيل السوريين”، وقال لـ”سوريا 24”: “هي المرة الأولى منذ 35 سنة من إقامتي في فرنسا أشهد فيها ولادة جالية سورية منظمة بهذا الشكل، وفي أجواء ديمقراطية حقيقية”.

وأشار إلى أن هذه الخطوة تتزامن مع “ولادة سوريا جديدة يحلم بها السوريون في الداخل والخارج”، مؤكدًا أن عملية الاقتراع والانتخابات تمت بحرية ونزاهة: “اختار السوريون ممثليهم بحرية، وعبّروا عن تطلعاتهم دون خوف أو تدخل. التنافس كان شريفًا، والأجواء إيجابية وتبشّر بمستقبل واعد لتنظيم العمل السوري في أوروبا”.

الجالية ستمثل نحو 65 ألف سوري

قال معتز شقلب، من الأعضاء المؤسسين، إن الجالية ستمثل ما يقارب 65 ألف سوري مقيم على الأراضي الفرنسية، وإن تأسيسها تم بالتنسيق مع الحكومة السورية الجديدة.

وفيما يخص البرامج المستقبلية، أوضح شقلب أن الجالية ستعمل على تعزيز اندماج أبناء الجالية، وتشكيل فرق كشفية في مختلف المدن الفرنسية، بهدف غرس الهوية واللغة في نفوس الأطفال السوريين من سن 4 سنوات.

وأكد أن التواصل مع السلطات الفرنسية سيكون من أولويات مجلس الإدارة، منوّهًا بأن نجاح هذه التجربة يعتمد على إرادة السوريين في التنظيم والعمل الجماعي، قائلًا: “حين تتوفر الإرادة، يستطيع السوريون أن يتنظموا ويعملوا معًا من أجل مستقبل أفضل”.

لحظة وطنية بامتياز

أعرب الناشط أحمد المسالمة، أحد الفائزين بانتخابات مجلس الإدارة، عن سعادته بهذه الخطوة التنظيمية، معتبرًا إياها بداية لمشروع وطني جامع، وقال لـ”سوريا 24″: “نحن اليوم نعيش لحظة وطنية بامتياز. المشاركة كانت حرة، بعيدة عن أي خوف أو ضغوطات، والأجواء اتسمت بالوضوح والشفافية”.

ودعا المسالمة جميع السوريين في فرنسا إلى الانضمام للجالية، مؤكدًا أن هناك برامج فعّالة لتعزيز الاندماج، والحفاظ على الهوية، وبناء روابط حقيقية بين السوريين في فرنسا ووطنهم الأم.

نواة أولى لمشروع جماعي

يؤكد القائمون على المشروع أن الجالية ستكون حجر الأساس لاستقطاب المزيد من السوريين في فرنسا، وتنظيم طاقاتهم ضمن إطار موحد يعزز العمل المشترك من أجل مستقبل أفضل للجميع.

مقالات ذات صلة