أكد الدكتور أحمد الدبزي، الطبيب الشرعي في دير الزور، أن الجثث الأربع التي تم انتشالها من المقبرة الجماعية في منطقة “فيلات جمعية الروّاد” تعود إلى مدنيين شبّان تتراوح أعمارهم بين العقدين الثالث والرابع من العمر.
ولفت إلى أن تاريخ وفاتهم (مجهولو الهوية) يعود إلى نحو تسع أو عشر سنوات مضت، حسب ما نقل مراسل منصة سوريا ٢٤ في دير الزور.
فحص عينات من الرفات في مختبرات دمشق
وأضاف الدكتور الدبزي في حديثه لمنصة سوريا ٢٤: “التحاليل الأولية لم تُظهر سببًا واضحًا للوفاة بشكل قطعي، نظرًا لحالة التحلل المتقدمة التي كانت عليها الجثث”.
وتابع: “سيتم أخذ عينات بيولوجية من الرفات لإرسالها إلى المختبرات المركزية في دمشق، بهدف إجراء فحوصات الحمض النووي DNA، على أمل التعرف على هويات الضحايا في المستقبل القريب”.
وجاء هذا الاكتشاف بعد أن تلقى قسم الأمن الداخلي في دير الزور، أمس الأحد، بلاغًا من أحد المدنيين حول وجود رفات بشرية مدفونة بطريقة غير طبيعية في المنطقة المذكورة.
جثث مدفونة بطرق بدائية
وقال العقيد ضرار الشملان، قائد الأمن الداخلي في دير الزور، في تصريحات صحفية: “فور تلقي البلاغ، توجهنا إلى الموقع، حيث تم العثور حتى الآن على أربع جثث مدفونة بطرق بدائية وسطحيّة، ما يشير إلى طابع الجريمة وتسرّع الجاني في إخفاء الأدلة”.
وأشار العقيد الشملان إلى أن “الوصول إلى باقي أجزاء الموقع لا يزال صعبًا بسبب وجود ألغام وأدوات تفخيخية من مخلفات الحرب، ونحن نعمل بالتنسيق مع الفرق الهندسية العسكرية لتأمين الموقع تمامًا واستكمال عمليات البحث والتنقيب”.
وأكد أن “المنطقة كانت تحت سيطرة ميليشيات أجنبية في السابق، من أبرزها ‘لواء فاطميون’، الذي كان يتخذ منها موقعًا عسكريًا مغلقًا خلال سنوات النزاع، وهو ما يفتح الباب أمام العديد من الاحتمالات المتعلقة بملابسات الجريمة، جميعها قيد التحقيق والمتابعة”.
ملف المقابر الجماعية إلى الواجهة
يُذكر أن هذا الاكتشاف يعيد ملف المقابر الجماعية إلى دائرة الضوء مرة أخرى، خاصة في المناطق التي كانت تحت سيطرة ميليشيات غير نظامية ومدعومة من إيران، كما يطرح تساؤلات حساسة حول مصير آلاف المفقودين الذين اختفوا قسريًا خلال مرحلة النزاع المسلح.