بقاء رموز نظام الأسد في الرقة: واقع يعكس تعقيدات التحول الاجتماعي والسياسي

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

على الرغم من مرور أكثر من ستة أشهر على سقوط نظام الأسد في سوريا، واثني عشر عامًا على خروج مدينة الرقة من سيطرته، لا تزال العديد من الرموز المرتبطة بفترة حكم النظام قائمة في المدينة، مما يعكس مدى تعقيد المشهد السياسي والاجتماعي فيها.

الرموز البارزة في الرقة

تحتفظ الرقة بعدة أماكن ومرافق عامة بأسماء تعود لفترة حكم النظام، مثل قرية الأسدية الواقعة شمال المدينة، والتي لا تزال تُعرف بهذا الاسم رسميًا ضمن الدوائر الحكومية العاملة في المنطقة. كذلك، مزرعة تشرين تعد من المواقع المرتبطة بتاريخ النظام السياسي. ومن الدوارات الرئيسية في المدينة، دوار باسل الذي يحمل اسم باسل الأسد، إضافة إلى دوار أمن الدولة الذي يحمل اسم جهاز الأمن المركزي للنظام، والذي كان رمزًا للقمع والسيطرة.

استياء السكان من استمرار الرموز

يُعبر عدد من سكان الرقة عن استيائهم من استمرار وجود أسماء ورموز النظام في الأماكن العامة، معتبرين أن هذا الأمر يعوق عملية التغيير الحقيقية وبناء هوية جديدة للمدينة. وفي تصريح خاص لـ “سوريا 24“، أكد أحمد العلي أن تغيير هذه الأسماء خطوة ضرورية لإعادة بناء هوية المدينة ولتأكيد الحرية التي يطالب بها الأهالي بعد سقوط النظام.

شهادات تعكس الألم والرغبة بالتغيير

يشارك محمد السالم، أحد سكان المدينة، مشاعره تجاه دوار أمن الدولة، حيث قال: “كلما مررت بجواره، أشعر بعذاب الماضي الذي نريد نسيانه، هذه الرموز تذكّرنا بالقهر ونحن بحاجة إلى بداية جديدة.” بينما ترى ليلى العبد أن الاحتفاظ بهذه الأسماء يجعل الحاضر مرسومًا على صورة الماضي المؤلم، مؤكدة أن الرابح الوحيد من بقاء هذه الرموز هم من يرغبون في استمرار النظام بأشكال مختلفة.

دلالات بقاء الرموز والآثار الاجتماعية والسياسية

يشير استمرار وجود هذه الرموز إلى بقاء بعض الجوانب الثقافية والاجتماعية التي يصعب إزالتها بسرعة، كما يعكس التأثير العميق الذي تركه النظام في ذاكرة السكان المحلية. هذا الواقع يعكس بدوره تعقيدات الهوية السياسية والاجتماعية التي تواجهها المدينة في مرحلة ما بعد النزاع.

التطلعات المستقبلية وأهمية التغيير

يأمل أهالي الرقة في إحداث تغييرات عميقة تتناسب مع واقعهم الجديد، والتي تشمل إزالة أو تعديل الرموز التي لا تعبر عن تطلعاتهم للحرية والعدالة، وتعزيز هوية المدينة بما يعكس أحلامهم وطموحاتهم. في هذا السياق، أكدت فاطمة الأحمد، إحدى ناشطات المجتمع المدني، على ضرورة إزالة هذه الرموز قائلة: “نحن نريد مدينة تعكس أصالة أهلها وحريتهم، وإزالة هذه الرموز هي خطوة أساسية نحو بناء مستقبل يملؤه السلام والكرامة.”

تحديات ما بعد سقوط النظام

رغم سقوط النظام، تبقى آثاره واضحة في الرموز والأسماء المحيطة بالسكان، مما يعكس حجم التحديات التي تواجه إعادة البناء الاجتماعي والسياسي في الرقة. هذا الواقع يشكل دعوة صريحة للتكاتف والعمل الجماعي من أجل مستقبل يليق بتطلعات وأحلام أهل المدينة.

مقالات ذات صلة