دمشق وواشنطن تبحثان رفع عقوبات قيصر وإعادة فتح السفارة الأمريكية

Facebook
WhatsApp
Telegram

سوريا 24 -متابعات

أجرى وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد الشيباني، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأمريكي، ماركو روبيو، بحث خلاله الطرفان عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتضمنت النقاشات، حسب بيان صدر اليوم الجمعة عن وزارة الخارجية السورية، بحث ملف العقوبات الأمريكية على سوريا، خصوصاً قانون قيصر، ومسألة الأسلحة الكيميائية.

وتم كذلك بحث تعزيز التعاون في مجال مكافحة تنظيم “داعش”، إضافة إلى الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في الجنوب السوري، والعلاقات الدبلوماسية الثنائية، وخاصة إعادة فتح واشنطن سفارتها في دمشق.

وأكد الشيباني خلال المكالمة أن دمشق تتطلع إلى العمل مع الولايات المتحدة لرفع العقوبات الاقتصادية التي طالت مختلف القطاعات الحيوية في البلاد.

وشدد الشيباني على ضرورة إلغاء قانون قيصر الذي أثقل كاهل الاقتصاد الوطني وعرقل جهود إعادة الإعمار والاستقرار.

كما تم التطرق إلى مشاركة الرئيس السوري، أحمد الشرع، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مؤشر على استعداد دمشق للانخراط أكثر في المحافل الدولية.

وركز الجانبان على أن استمرار فرض قانون قيصر يعوق فرص الشركات والمستثمرين في دعم الاقتصاد السوري على المدى الطويل، مما يستدعي تحركاً عاجلاً لإنهاء هذا الملف.

من جانبه، أكد ماركو روبيو أن الإدارة الأمريكية تعمل بجد على تنفيذ توجيهات الرئيس دونالد ترمب بشأن رفع العقوبات عن سوريا، بما في ذلك الضغط على الكونغرس لإلغاء قانون قيصر خلال الأشهر المقبلة.

ولفت إلى أن قرار ترمب كان “تاريخياً” ويحمل آمالاً كبيرة لاستعادة الاستقرار في سوريا والمنطقة بأكملها.

وفي سياق التعاون الثنائي، أعلن الوزيران الاتفاق على تشكيل لجنة خاصة بملف الأسلحة الكيميائية، تضم ممثلين من البلدين، بهدف تعزيز الشفافية وتوفير الدعم الفني واللوجستي لضمان عدم استخدام هذه المواد في أي مواجهات مستقبلية داخل سوريا.

وحول التهديدات الإقليمية، حذّرت دمشق من أن “إيران، رغم انشغالاتها الحالية، لن تتوقف عن السعي لتغيير موازين القوى داخل سوريا”، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح من التمادي الإيراني في السيادة السورية.

وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، شدد الطرفان على أن تنظيم “داعش” لا يزال يشكل خطراً حقيقياً على الأمن الوطني السوري، خاصة بعد الهجوم الإرهابي الأخير الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق، والذي أحبطته الأجهزة الأمنية السورية.

وأشار الجانب الأمريكي إلى أن التنظيم يمثل التهديد الأكبر حالياً للحكومة السورية، مؤكداً التزام الولايات المتحدة بتقديم الدعم الاستخباراتي وبناء القدرات المحلية لمواجهة خطر التنظيم وخلاياه النائمة.

كما تناول الاتصال الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة السورية، خصوصاً في الجنوب، حيث أعرب الوزير الشيباني عن تطلع دمشق إلى التعاون مع الولايات المتحدة لإحياء اتفاق فض الاشتباك الموقع بين البلدين عام 1974، الذي ترى فيه سوريا ضمانة لحماية حدودها واستقرار المنطقة.

بدوره، أكد روبيو أن أسوأ سيناريو يمكن أن تشهده المنطقة هو انقسام سوريا أو عودتها إلى حالة الحرب الأهلية، وهو ما يجب العمل على منعه عبر دعم الحل السياسي والجهود الدولية الرامية إلى استعادة الوحدة الوطنية.

وفي ختام الاتصال، أعربت الولايات المتحدة عن رغبتها في إعادة فتح سفارتها في دمشق، وأرسلت دعوة رسمية إلى وزير الخارجية السوري لزيارة واشنطن في أقرب وقت، في خطوة تُعد مؤشراً واضحاً على وجود تحول ملموس في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد سنوات من التوتر.

ويأتي هذا الاتصال في ظل تصاعد التحركات الدولية لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية، وسط مؤشرات متزايدة على تحسن العلاقة بين دمشق وواشنطن، يُرجح أن يكون له تأثير مباشر على المشهد الإقليمي في المرحلة المقبلة.

مقالات ذات صلة