تتواصل لليوم الثاني على التوالي محاولات إخماد الحريق الكبير المندلع في أحراج جبل التركمان ومحيط منطقة قسطل معاف، وسط ظروف ميدانية صعبة واتساع مستمر في رقعة النيران، التي التهمت مساحات واسعة من الغطاء الحراجي في ريف اللاذقية الشمالي.
أعلن حسام زليطو، القائد الميداني في الدفاع المدني السوري في تصريح لمنصة سوريا 24 أن هذا الحريق يُعد من أكثر الحرائق تعقيدًا وخطورة خلال الأعوام الأخيرة، مشيرًا إلى أن طبيعة الأرض الوعرة ووجود الألغام ومخلفات الحرب في المنطقة يعرقلان وصول فرق الإطفاء إلى بؤر النيران، ويهددان سلامة الطواقم العاملة.
وأكد أن النيران امتدت على رقعة تزيد عن 20 كيلومترًا، ما تسبب بانقطاع بعض الطرق الحيوية، خاصة بين منطقتي البسيط وبيت القصير، وعزل قرى ومزارع مجاورة.
وأضاف زليطو أن الرياح النشطة ودرجات الحرارة المرتفعة بعد ظهر اليوم ساهمت في تسريع انتشار الحريق، ما عقد مهمة السيطرة عليه، في وقت تعاني فيه الفرق من بعد مصادر المياه وصعوبة التموين.
في السياق نفسه، أفاد الناشط الإعلامي علاء سودا من اللاذقية بأن حجم الحريق “ضخم للغاية”، مضيفًا أن الجهات المحلية بدأت فعليًا عمليات إجلاء لسكان بعض القرى المتاخمة لمواقع النيران، دون أن يذكر الأعداد وأين يتم نقل السكان، وسط مخاوف من تمدد الحريق إلى مناطق سكنية قريبة.
وأشار سودا إلى السلطات التركية بدأت بإرسال آليات إطفاء من معبر كسب للمساعدة في إخماد النيران، في ظل اتساع رقعة الحريق.
من جهته، أكد رائد الصالح، وزير الطوارئ والكوارث، أن الوزارة تتابع الوضع الميداني عن كثب بالتنسيق مع باقي الوزارات، مشددًا على أن فرق الدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء الحراجي تتعامل مع الحريق منذ يوم أمس، رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجهها.
ولفت الصالح إلى أن منطقة قسطل معاف شهدت توسعًا ملحوظًا في رقعة الحريق مع اشتداد الرياح، ما دفع إلى إرسال فرق دعم صباح اليوم من محافظات دمشق، حمص، إدلب، حلب، حماة وطرطوس.
وأوضح الوزير أن أبرز التحديات الميدانية تشمل وعورة التضاريس، وغياب بنية مجهزة داخل الغابات، وبعد مصادر المياه، إلى جانب خطر الألغام والمخلفات الحربية التي لا تزال تشكل تهديدًا مباشرًا للعاملين في الإطفاء.
ورغم حجم التعزيزات والجهود المبذولة، لم تُسجل حتى الآن نسبة سيطرة فعلية على الحريق، فيما تتجه الأنظار إلى الساعات المقبلة التي ستكون حاسمة في احتواء النيران ومنع توسعها نحو مناطق مأهولة، وسط مخاوف من أضرار جسيمة قد تلحقها الحرائق في الأرواح والماديات.