صوران حلب: مشروع لإعادة ترميم منازل متضرري زلزال شباط

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

يستذكر أحمد مصطفى عياض تفاصيل يوم الزلزال كمن يستعيد مشهدًا محفورًا في الذاكرة لا يُمحى، ويقول بصوت يملؤه التأثر: “كان يومًا يشبه يوم القيامة. الأرض اهتزت، والناس هربت تصرخ وتبكي… من حارتنا وحدها راح 16 شخصًا”، مشيرًا بيده إلى أن قتلى يوم الزلزال توزعوا بين 7 في البناية التي بجواره و8 آخرين في البناء الذي يقابل منزله.

الزلزال تسبب بأضرار جسيمة في منزل عياض، ما دفعه للنزوح إلى مخيم بريف حلب، حيث تشققت الجدران وتحطمت النوافذ، وأصبح المنزل غير صالح للسكن، لكن بعد عامين ونصف على الزلزال استطاع عياض العودة إلى منزله بعد أن رُمم من قبل منظمة المهندسين السوريين للإعمار والتنمية بتمويل من مركز الملك سلمان.

في السادس من شباط / فبراير 2023، ضرب زلزالان عنيفان جنوب تركيا وشمال غربي سوريا، بقوتين بلغتا 7.8 و7.5 درجة على مقياس ريختر، مما أسفر عن كارثة إنسانية مدمرة.

دمر الزلزال مئات المباني في المناطق المحررة سابقًا، مثل جنديرس وأطراف حلب، حيث سُجّلت أكثر من 1,100 وفاة محلية في جنديرس وحدها، في حين كانت جبلة والأحياء الشرقية من المناطق الأكثر تضررًا في مناطق سيطرة النظام البائد، حيث سُجلت 283 حالة وفاة في جبلة، مع انهيار ما لا يقل عن 19 مبنى في الموقع ذاته.

في بلدة صوران في ريف حلب الشمالي، تضررت عشرات الأبنية، واضطرت مئات العائلات إلى النزوح والعيش في ظروف قاسية، وسط شح في الموارد وصعوبات في الترميم الذاتي.

بدوره، يقول محمد محمود، أحد المستفيدين من المشروع، لمنصة سوريا 24: “الزلزال ألحق أضرارًا كبيرة بمنزلنا. والحمد لله، المنظمة قامت بإعادة تأهيله، فرشوا الأرض بالبلاط والسيراميك”، مؤكدًا أن منزله عاد كما كان في السابق، بل أفضل.

ضمن جهود إعادة الإعمار، تنفذ منظمة المهندسين السوريين للإعمار والتنمية مشروعًا واسعًا لإعادة تأهيل المنازل المتضررة جراء الزلزال، ويقول جمعة الأحمد، مدير المشروع في صوران: “نعمل على ترميم 720 منزلًا تضررت بشكل خفيف أو متوسط، و55 منزلًا تعرضت لأضرار شديدة”.

ويضيف: “في الحالات الصعبة، نقوم بتركيب كرفانات مؤقتة في موقع البناء”، مشيرًا إلى أن المشروع مدعوم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبلغ عدد المنازل التي تم العمل عليها حتى الآن 788 منزلًا، يستفيد منها أكثر من 5 آلاف شخص.

وبحسب الأحمد، فإن المشروع يشمل أيضًا ترميم مسجد عبد الله بن الجراح، وبناء 55 وحدة سكنية نموذجية ستُسلّم لعائلات فقدت مساكنها بالكامل، وتُعطى الأولوية للأسر الفقيرة، والنازحين، وضحايا الزلزال الذين لا يمتلكون القدرة على الترميم الذاتي.

من جهته، أوضح فادي الناعس، منسق العمل الإنساني التابع لوزارة الخارجية، أن المشروع جزء من خطة أوسع: “نهدف إلى تأمين عودة آمنة وكريمة للأهالي من خلال ترميم المنازل، ونعمل على سلسلة من المبادرات في مناطق مختلفة لإعادة الاستقرار وتحقيق شروط الحياة الكريمة”.

مقالات ذات صلة