حريتان: الدمار وغياب الخدمات يعطلان عودة السكان

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

بدأت عائلات مهجّرة تعود تدريجيًا إلى مدينة حريتان في ريف حلب الشمالي بعد تحريرها، وسط ظروف خدمية صعبة ودمار واسع في البنية التحتية.

بحسب إفادات عدد من السكان العائدين، فإن الواقع ما زال بعيدًا عن الحد الأدنى من مقومات المعيشة.

يقول عبد المعطي بلكش، وهو أحد العائدين لمنصة سوريا 24: “هجّرت عام 2020، وعدت بداية عام 2025. وجدت منزلي مدمرًا، والحي خالٍ من الخدمات. لا ماء، لا طعام، ولا بنى تحتية، والعيش يعتمد على القليل المتوفر”.

فيما يوضح معاوية أبو معروف، الذي تهجّر منذ 2013، أن بيته كان مدمرًا كذلك، مشيرًا إلى أن التحديات الأساسية تمثلت في غياب الخدمات وضرورة الاعتماد على الجهد الذاتي لإصلاح ما يمكن إصلاحه.

1220 عائلة عادت… والمجلس المحلي يتحدث عن واقع هش

رئيس المجلس المحلي لمدينة حريتان، أحمد بلكش، صرّح لـمنصة سوريا 24 أن عدد سكان المدينة قبل التهجير كان يقدّر بنحو 67 ألف نسمة، فيما لم تتجاوز نسبة العائدين حتى الآن 15%، أي ما يعادل 1220 عائلة.

خدمات الكهرباء والمياه والصحة

أوضح بلكش أن المدينة لا تملك حتى الآن شبكة كهرباء عاملة، والمياه تصل عبر صهاريج خاصة فقط. أما خدمات الصرف الصحي، فتعاني من تهالك واضح وغياب لأغطية الريكارات في عدد كبير من الشوارع.

وأشار إلى وجود فرن احتياطي واحد يعمل بشكل منتظم، ويؤمن الخبز للسكان المتواجدين، مؤكدًا أن الكمية كافية حاليًا.

في المقابل، لا يوجد في المدينة أي نقطة طبية فاعلة، وتفتقر حريتان إلى مركز إسعافي يخدم العائدين. ويعد هذا الغياب من أبرز أولويات المجلس المحلي في الوقت الراهن.

التعليم والمدارس

تضم حريتان سبع مدارس، ثلاث منها فقط صالحة للتدريس حاليًا. بينما المدارس الأربع الأخرى بحاجة إلى ترميم. كما أشار بلكش إلى نقص في الكوادر التدريسية، مقارنة بعدد الطلاب العائدين.

90% من البنية مدمّرة… ولا مشاريع ترميم

قدّر رئيس المجلس المحلي نسبة الدمار في المنازل والبنية التحتية بـ90% بين كلي وجزئي، مؤكدًا أنه لا توجد حاليًا أي مشاريع ترميم تديرها منظمات، وأن ما يتم على الأرض هو جهود ذاتية فردية من قبل العائدين.

كما أشار إلى أن المدينة تفتقر لأي دعم مخصص للمشاريع الصغيرة أو فرص تشغيل الشباب حتى اللحظة.

استقرار أمني نسبي… ومجلس فعّال ضمن الإمكانيات

أكّد بلكش أن الوضع الأمني مستقر، ويوجد مخفر فعّال في المدينة. كما يعمل المجلس المحلي ضمن الإمكانيات المتاحة على تسيير الشؤون العامة، مع تركيز خاص على إعادة تفعيل البنى الأساسية كالمياه، الكهرباء، والنقاط الطبية.

تحديات قائمة في وجه العودة والاستقرار

تواجه مدينة حريتان عددًا من التحديات الرئيسية أبرزها غياب شبكة الكهرباء ومياه الشرب، وتعطّل معظم مرافق التعليم والصحة، إضافة إلى تدمير واسع في الطرق والمباني، ونقص حاد في الكوادر والمعدات، وغياب أي دعم من المنظمات أو مشاريع تأهيل فاعلة، وهو ما يُعيق استقرار العائدين ويحدّ من إمكانية توسع العودة في المرحلة الحالية.

مقالات ذات صلة