أكد مراسل سوريا 24 المرافق لفرق الدفاع المدني أن جهود فرق الإطفاء السورية والدولية لليوم الرابع على التوالي في محاولة للسيطرة على الحرائق الحراجية الواسعة التي اندلعت في غابات ريف اللاذقية، وسط تضاريس صعبة وارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة.
وقال المراسل إن بؤر النيران مازالت تمتد مساء اليوم الأحد رغم كل محاولات محاصرتها من قبل الفرق التي تستنفر كامل طاقاتها لتطويق النيران المندلعة في عشرات المواقع في المنطقة.
ووفق تقديرات الأقمار الاصطناعية، بلغت المساحات المتضررة حتى الآن أكثر من 10 آلاف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية، في واحدة من أسوأ الكوارث البيئية التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة.
استنفار واسع واستجابة إقليمية
أفادت مصادر في الدفاع المدني السوري لـ”منصة سوريا 24” أن وزارة الطوارئ استنفرت أكثر من 160 آلية إطفاء و12 آلية ثقيلة من مختلف المحافظات، بمشاركة 80 فريقًا ميدانيًا موزعين على عدة محاور، ضمن غرفة عمليات رئيسية وأخرى فرعية تشرفان على التنسيق والتوجيه الميداني.
كما دعمت منظمات تطوعية جهود الإخماد عبر تزويد الفرق بصهاريج مياه، في حين شاركت فرق من الجمهورية التركية بـ20 آلية نجدة و12 فريق تدخل، بالإضافة إلى فرق من المملكة الأردنية الهاشمية تضم 20 آلية و71 عنصرًا.
اتساع رقعة الحريق وخطر الذخائر غير المنفجرة
أكد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، في تصريح خاص لـ«سوريا 24»، أن فرق الدفاع المدني تواجه حاليًا 28 حريقًا نشطًا في ريف اللاذقية، ضمن مناطق جبلية وزراعية وعرة، حيث بلغت المساحات المتضررة نحو 10,500 هكتار. وأوضح أن الوزارة استدعت 80 فرقة إطفاء من ست محافظات، وشقّت طرقًا جديدة بطول 6 إلى 7 كيلومترات لتسهيل الوصول إلى مواقع النيران. كما تم نشر أكثر من 160 آلية إطفاء و12 آلية ثقيلة، بدعم من فرق تركية وأردنية. وكشف عن تسجيل 8 إصابات في صفوف الدفاع المدني، إلى جانب تعامل الفرق مع 1,579 حريقًا منذ بداية حزيران.
وأسفرت الحرائق عن 8 إصابات بين كوادر الدفاع المدني، إلى جانب إصابات طفيفة في صفوف المدنيين، ونفوق أعداد كبيرة من الحيوانات البرية، في حين نزحت مئات العائلات من محيط مواقع الحرائق.
مساعدات إغاثية للعائلات المتضررة
قال علي السويد، نائب رئيس مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في اللاذقية، في تصريح خاص لـمنصة سوريا 24، إن الجمعيات المحلية والفرق التطوعية في المدينة ساهمت بشكل واسع في دعم المتضررين، حيث تم توزيع ما يقارب 1000 وجبة غذائية ومياه شرب للعائلات النازحة، إضافة إلى توفير أكثر من 5000 لتر من المازوت لتأمين عمليات الإخلاء والإطفاء، وتقديم أكثر من 1000 سلة غذائية للنازحين في المناطق المحيطة.
أصدر البرنامج السوري للتغير المناخي بيانًا أكد فيه تسجيل أكثر من 3000 حريق في مختلف المناطق السورية منذ بداية العام، مشيرًا إلى احتراق نحو 5700 هكتار من الغابات والأراضي الزراعية. وأوضح البيان أن الأوضاع الميدانية تشكل خطرًا كبيرًا على حياة المدنيين وفرق الإطفاء، مشيدًا في الوقت ذاته بجهود الإطفائيين والدعم التركي المباشر. كما دعا البرنامج إلى إعلان حالة طوارئ بيئية، وتفعيل خطط مواجهة التغير المناخي، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، مع إشراك المجتمع المحلي في جهود الوقاية، ومحاسبة مفتعلي الحرائق وتعويض العائلات المتضررة.
فيما أعرب المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا، آدم عبد المولى، عن أسفه للحرائق الكارثية في ريف اللاذقية، مؤكدًا التزام المنظمة بدعم المتضررين وتقديم مساعدات فورية ومنسقة. وأوضح أن فرق الأمم المتحدة تُجري دراسات ميدانية لتقدير الأضرار وتحديد الأولويات الإنسانية، وتستعد لإرسال بعثة تقييم مشتركة، مشيدًا بشجاعة رجال الإطفاء والدعم الإقليمي المقدم.