يعاني سكان مدينة الحجر الأسود جنوبي دمشق من صعوبات متزايدة في التنقل، في ظل تقاعس سرافيس المنطقة عن الوصول إلى نهاية الخط عند “البوابة” و”نهر عيشة”، مكتفية بالتوقف عند بدايات شارع 30 داخل الحجر الأسود، الأمر الذي يزيد من أعباء التنقل اليومية على آلاف السكان.
شكاوى متعددة ومطالب قديمة
“كل يوم بنضطر نمشي على الأقدام من شارع 30 للبوابة، لأن السرافيس ما بيوصلوا لآخر الخط”، بهذه الكلمات يعبّر رائد علي، أحد سكان المنطقة، عن معاناة الأهالي، مشيراً إلى أن السرافيس العاملة على خط الحجر الأسود تتجمع فقط في أول شارع 30، وتنقل الركاب لمسافة قصيرة داخل الحي، مقابل تعرفة قدرها 3000 ليرة سورية، دون أن تكمل المسار حتى نهر عيشة أو الفحامة.
من جهتها، ترى سميرة سعيد، وهي موظفة تقطن في الحجر الأسود، أن هذه المشكلة تؤثر بشكل مباشر على الموظفين والنساء العاملات، وتقول: “الخط فعلياً مقطوع، واللي بده يروح على الفحامة أو البوابة لازم يركب سرفيسين أو يمشي مسافة طويلة، خاصة بعد الظهر لما بتخف حركة السرافيس”. وتضيف: “في سرافيس من مناطق أبعد مثل صحنايا أو سبينة توصل للبرامكة، بينما سرافيسنا ما بتوصل حتى لنهر عيشة!”.
معاناة مضاعفة للطلاب والعمال
أما أحمد العلي، طالب جامعي من أبناء الحجر الأسود، فيوضح أن هذا الواقع يعيق وصول الطلاب إلى جامعاتهم في الوقت المحدد، مضيفاً: “في الصباح الساعة 7، ممكن تلاقي سرفيس يوصل للبوابة، لكن بعد الظهر وخاصة الساعة 3 أو 4، ما بتلاقي ولا سرفيس بالمنطقة، والركاب بيضطروا يكملوا مشي لمسافة طويلة”. ويطالب أحمد الجهات المعنية بإعادة تسيير السرافيس كما كانت سابقاً، عندما كانت تصل حتى جامع إبراهيم الخليل وصالة الأمسيات داخل الحي.
مطالب بإعادة الخط كما كان سابقًا
يأمل الأهالي أن تعود السرافيس إلى الوصول لنهاية الخط كما كان معمولاً به في السنوات السابقة، ويؤكدون أن المسافة المطلوبة ليست بعيدة عن مركز العاصمة دمشق، إذ لا تتجاوز 7 كيلومترات، مطالبين بإلزام السائقين بتسيير رحلاتهم حتى البوابة والفحامة، أسوة بخطوط القدم – عسالي – الجمعيات.
تواصل مع الجهات المعنية
وقد تواصلنا بدورنا مع مديرية النقل في ريف دمشق لطرح هذه الشكاوى ونقل معاناة السكان، ونحن بانتظار الرد منهم حول إمكانية تنظيم حركة السرافيس وتوسيع مسار خط الحجر الأسود لتخفيف الضغط عن الأهالي، وتمكين الطلاب والموظفين من الوصول إلى وجهاتهم بأمان وانتظام.
يشهد الحجر الأسود عودة متواضعة للسكان وسط كتل من الدمار الخانق، وخدمات شبه معدومة وأزمات يومية متراكمة. ما بين الطموح بإعادة الإعمار والغموض المحيط به، يبقى الأهالي يتحدّون واقعًا صعبًا في انتظار تدخل فعلي وحقيقي لاستعادة مدينتهم والخدمات الأساسية للسكان.