في ظل الجهود المبذولة لإعادة إعمار المناطق المتضررة في ريف حماة، لا يزال وجود السواتر الترابية المنتشرة في مناطق متفرقة من سهل الغاب يمثل تحديًا كبيرًا أمام عودة الأهالي إلى قراهم وبلداتهم، كما يعوق استصلاح الأراضي الزراعية وإعادة الحياة الطبيعية إلى هذه المناطق.
سواتر تمتد على مساحات واسعة
وأكد فايز لطوف، مدير منطقة السقيلبية، في حديث لمنصة سوريا ٢٤، أن فرق العمل التابعة للمنطقة العقارية تقوم حاليًا بتنفيذ عمليات إزالة للسواتر الترابية الممتدة على مسافات طويلة في عدد من مناطق سهل الغاب.
وأشار إلى أن هذه السواتر بدأت من الشرق في أراضي ومحيط كفرنبودة، مرورًا بمناطق قريط الحردانة والجابرية، وتمتد بطول طريق القرقور – قرية القاهرة، إضافة إلى ساتر طويل بين قريتي العنكاوي وزيزون.
بالإضافة إلى انتشارها في قرية الحاكورة وخربة الناقوس، وفي الأراضي الزراعية من منطقة البحوث حتى منطقة جورين، حيث يشكل هذا الساتر الأخير خطرًا حقيقيًا على الزراعة ويحتاج إلى إزالة دقيقة.
ولفت لطوف إلى أن هناك فرقًا متخصصة من وزارة الدفاع السورية تعمل على نزع الألغام من خمسة محاور رئيسية في المنطقة، من ضمنها الحويز والعامقية والفطاطرة، مشيرًا إلى أن هناك حفرًا لم يُبدأ العمل فيها بعد في قريط الحردانة.
مخاوف من الألغام المنتشرة في السواتر
من جانبه، شكا أيمن القاسم من بلدة كفرنبودة من الوضع الذي يعيشه منذ عودته إلى البلدة، قائلًا: “منذ بداية عودة الأهالي إلى كفرنبودة، لم أستطع إعادة ترميم منزلي بسبب وجود ساتر قريب منه، ما يجعل استخدام الآليات في الموقع أمرًا محفوفًا بالمخاطر، خاصة مع انتشار الألغام داخل السواتر”.
وأضاف في حديث لمنصة سوريا ٢٤ أن المنزل تعرض لدمار شبه كامل، وأنه لم يستطع حتى الآن إزالة الركام المتراكم نتيجة الخوف من وجود ذخائر غير منفجرة.
تحديات تواجه الأهالي
أما محمد زيدان، صاحب 30 دونمًا في المنطقة، فأوضح أن السواتر والحفر الناتجة عن المعارك السابقة سيطرت على نحو 90% من مساحة أرضه الزراعية، مما منعه من استغلالها وزراعتها.
وأكد في حديث لمنصة سوريا ٢٤ أن عدم إمكانية إزالة هذه السواتر بسبب احتمال وجود الألغام داخلها أثّر بشكل مباشر على قدرته على العودة والاستقرار في البلدة.
وتُظهر هذه الشهادات مدى تعقيد الوضع في المناطق الريفية التي تسعى للنهوض من جديد، حيث يتطلب الأمر تنسيقًا دقيقًا بين الجهات المحلية وفرق نزع الألغام لتأمين المناطق قبل المباشرة بإزالة السواتر وعودة الحياة إليها.
وتشير التقديرات إلى أن هذه العمليات قد تستغرق وقتًا طويلًا، لكنها تمثل خطوة ضرورية لإعادة الاستقرار للأهالي وتفعيل القطاع الزراعي الحيوي في سهل الغاب.