يُعد طريق الرشيد الرابط بين مزرعة الرشيد وقرى الريف الشمالي أحد أسوأ الطرق في محافظة الرقة، إذ يعاني من تدهور بالغ يمتد على مسافة تقارب ثمانية كيلومترات. ورغم أهميته كمسار حيوي يصل مناطق ريفية بمركز مدينة الرقة ومدينة الطبقة، إلا أن وضعه المتردي يعيق حركة الأهالي ويؤثر سلبًا على نقل البضائع والخدمات.
تدهور حاد وبنية متهالكة
تنتشر على امتداد الطريق حفر عميقة وتشققات واسعة، تؤدي بشكل متكرر إلى تعطل المركبات وتأخير في التنقل. وتزداد المعاناة خلال فصل الشتاء مع تجمع المياه في الحفر، مما يحول الطريق إلى عائق حقيقي أمام الحركة. أما في فصل الصيف، فيؤدي الغبار الكثيف والمطبات الصلبة إلى تفاقم الوضع.
شهادات من السكان
علي محمد (41 عامًا) من قرية العجاج المجاورة للطريق، عبّر عن معاناته اليومية قائلًا لسوريا ٢٤: “أضطر يوميًا لاستخدام طريق الرشيد للذهاب إلى عملي، إذ يعتبر المرور على تلك الوصلة من الطريق كابوسًا يوميًا أعيشه.”
أما عقبة العلي (31 عامًا) من مزرعة الرشيد، فقد وصف لسوريا ٢٤ صعوبة المرور شتاءً بالقول: “خلال فصل الشتاء لا يمكن المرور على هذا الطريق إلا بسيارة ذات ارتفاع كافٍ عن الأرض، بينما يستحيل على السيارات الصغيرة سلوكه، مما يضطرنا إلى قطع مسافات أطول عبر طرق وعرة بديلة.”
من جانبه، قال مروان السالم (21 عامًا)، وهو سائق سيارة أجرة صغيرة: “هذا الطريق يؤثر بشكل مباشر على رزقي. الحفر والتشققات تتسبب بأضرار دائمة لسيارتي، مما يزيد من تكاليف الصيانة، كما أن التأخير في الوصول للعمل ينعكس سلبًا على دخلي اليومي.”
غياب التمويل وتأخر الصيانة
في تصريح خاص لموقع “سوريا 24″، أوضح مصدر مسؤول في بلدية الرشيد أن السبب الرئيسي وراء سوء الطريق هو نقص التمويل وصعوبة توفير المواد اللازمة لإعادة تأهيله، في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة. وأضاف أن البلدية تعمل على إعداد خطة لصيانة الطريق بالتنسيق مع الجهات المعنية، رغم التحديات اللوجستية والمادية.
مطالبات بتدخل عاجل
تعكس هذه الشهادات الحاجة الملحة إلى تحرك رسمي لإعادة تأهيل طريق الرشيد، لما له من أهمية بالغة في ضمان سلامة المستخدمين وتسهيل حركة النقل، لا سيما الزراعي والتجاري. كما أن تحسين الطريق سيسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي، ويخفف من الأعباء اليومية التي يتحملها الأهالي.
وقد وجّه العشرات من الأهالي نداءات إلى الجهات المعنية بضرورة التحرك العاجل لإصلاح الطريق، وتوفير التمويل اللازم لتطوير البنية التحتية في ريف الرقة الشمالي، بما يحقق مصلحة عامة ويعزز استقرار المنطقة.