يوم سابع من حرائق الساحل السوري: تقدم ملحوظ في إخمادها

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

أحرزت فرق الدفاع المدني السوري، بمساندة فرق إطفاء محلية ودولية ومتطوعين، تقدماً ملحوظاً لليوم السابع على التوالي في جهودها لإخماد حرائق الغابات والمناطق الزراعية في ريف اللاذقية الساحلي.

وقال رائد الصالح، وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، عبر حسابه على “إكس”: “في اليوم السابع على التوالي من الجهود لمكافحة الحرائق في غابات اللاذقية، تمكنت فرق الإطفاء من تقليص عدد البؤر المشتعلة”.

وأضاف أن الفرق “تتعامل حالياً مع بؤر نيران جديدة اشتعلت، وقد تم تقسيم المناطق المتضررة إلى قطاعات لتسهيل عملية التعامل معها”.

وأوضح الصالح أن فرق الإنقاذ بدأت العمل على فتح طرقات عازلة لمنع تمدد النيران، وعزل الكتل الحراجية عن بعضها البعض، في محاولة للحد من امتداد الحرائق إلى مناطق جديدة.

بدوره، أكد عبد الكافي كيال، مدير الدفاع المدني السوري، في تصريح لوكالة “سانا” الرسمية، أنه “من المتوقع الإعلان عن إتمام السيطرة الكاملة على الحرائق والشروع في عمليات التبريد بشكل موسّع خلال الساعات المقبلة”، مشيراً إلى أن الفرق المختصة عملت على تقليص عدد نقاط الاشتعال وتبريدها، وتواصل جهودها لإخماد ما تبقى منها بهدف الحيلولة دون انتشار النيران إلى مناطق إضافية.

وأكد كيال أن الفرق تمكنّت من تقسيم مواقع الاشتعال وفتح مسارات جديدة خلال ساعات الليل الماضية، وذلك في إطار السيطرة على تمدد النيران ومنع انتقالها إلى مناطق جديدة.

من جانبه، قال أبو الفضل اليازجي، عضو مجلس إدارة في الدفاع المدني السوري في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “اليوم هو من أصعب الأيام التي مرت علينا منذ اندلاع الحرائق، حيث أدت سرعة الرياح إلى انتشار النيران في أماكن جديدة يصعب الوصول إليها”.

وتابع: “نحن بصدد التعامل مع ثلاث مناطق رئيسية تتعرض للحريق، معظمها في منحدرات شديدة الانحدار، ما استدعى اللجوء إلى استخدام الطيران المروحي التركي والأردني واللبناني في عمليات الإطفاء الجوي”.

وأكد اليازجي أن الفرق تواجه تحديات كبيرة، تشمل نقص إمدادات المياه وبُعد مصادرها، إضافة إلى طبيعة المناطق المتضررة التي تحتوي على مخلفات حرب، مما يشكل خطراً إضافياً على كوادر الإنقاذ ويؤدي أحياناً إلى اندلاع حرائق جديدة.

في المقابل، أعلن محافظ اللاذقية محمد عثمان عن خطة شاملة للتعامل مع الكارثة وتجنب تكرارها مستقبلاً.

وقال في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “نعمل بكل طاقاتنا لإيقاف النيران وإعادة تشجير المنطقة بشكل أفضل. سنبدأ بفتح خطوط النار في كل الجبال بالتنسيق مع وزارة الطوارئ والكوارث ووزارة الزراعة، بهدف تسهيل حركة الآليات في حال حدوث أي كارثة مماثلة”.

وأضاف المحافظ أن محافظة اللاذقية أطلقت حملة إعادة تأهيل المناطق المتضررة باسم “بأيدينا نحييها”، والتي تستهدف زراعة المساحات المحترقة واستعادة الحياة الطبيعية إلى تلك المناطق.

من جانب آخر، حذّر الدفاع المدني السوري من تأثيرات غير مباشرة للحرائق، مثل فرار الحيوانات البرية من غابات الساحل، مشيراً إلى احتمالية ظهور ذئاب وضباع وخنازير برية في حالة هياج أو جوع في المناطق القريبة من التجمعات السكانية.

ودعا الدفاع المدني الأهالي إلى توخي الحذر الشديد، وعدم الخروج ليلاً، والانتباه لسلامة الأطفال، ووضع الحيوانات الأليفة في أماكن محمية، وعدم الاقتراب من أي حيوان بري يظهر في تلك المناطق، والتواصل الفوري مع الجهات المختصة.

على الصعيد الدولي، أعلن الاتحاد الأوروبي عن تفعيل برنامج “الفضاء الأوروبي”، الذي يستخدم صور الأقمار الصناعية لدعم جهود الاستجابة المحلية، مؤكداً أن الحرائق تسببت في نزوح آلاف السكان، وأدت إلى أضرار كبيرة في الخدمات الحيوية والمجتمعات الريفية.

وأوضح الاتحاد أن هذا الدعم يأتي ضمن إطار تعزيز قدرة الجهات المحلية على التنبؤ باتجاهات النيران وتوجيه الموارد بدقة أعلى.

وتزامناً مع تصاعد الأزمة، برزت استجابة شعبية واسعة من المجتمع المحلي ومن رجال أعمال ومؤسسات مدنية، أطلقت حملات تطوعية لمساعدة العائلات المتضررة وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.

ومن أبرز هذه المبادرات، مبادرة “أيادي حلب البيضاء” التي أطلقها عدد من رجال الأعمال والتجار في حلب، والتي بدأت بإرسال شاحنة دعم لوجستي مجهزة باحتياجات ميدانية ضرورية لفرق الدفاع المدني، لا سيما في ظل الظروف المناخية الصعبة والجبال الشاقة.

كما أعلنت فرق إطفاء من  محافظات الرقة والحسكة، انطلاقها نحو اللاذقية للمشاركة في مكافحة الحرائق، في خطوة تجسد الوحدة الوطنية أمام الكوارث.

وقالت مراسلة منصة سوريا ٢٤، إن القافلة تضم ثلاث وحدات إطفاء مجهزة بكوادر مدربة ومعدات متكاملة، إلى جانب سيارة إسعاف طبية، مشيرة إلى أن هذه الجهود تأتي في سياق التنسيق بين مختلف المناطق السورية لمواجهة الكارثة.

من جانبه، أكد وزير الداخلية السوري، أنس الخطاب، أن السلطات تحقق فيما إذا

كانت هناك أي جهة متورطة في إشعال الحرائق بشكل متعمد، لكنه أوضح أنه “لم يتم حتى الآن العثور على أي دليل يشير إلى أن الحرائق كانت مفتعلة”.

وأشار الوزير إلى نشر حواجز على الطرق الفرعية المحيطة بمناطق الحريق، بالإضافة إلى توفير الحماية الكاملة لفرق الإنقاذ المحلية والدولية المشاركة في جهود إخماد النيران.

وتستمر جهود الإطفاء في ظل تحديات كبيرة، بينما تتجه الأنظار إلى الحملات التطوعية والإنسانية التي تحاول لملمة جراح منطقة فقدت آلاف الهكتارات من غاباتها ومزارعها، في واحدة من أخطر الكوارث الطبيعية التي تضرب الساحل السوري منذ سنوات.

مقالات ذات صلة